
في زمن طبعته بشخصيتها الجريئة وأدائها الآسر، استطاعت شارون ستون أن “تمتلك التسعينات” كما وصفت نفسها، من خلال أدوار صارت محفورة في ذاكرة السينما العالمية مثل “Basic Instinct” و”Casino”. غير أنّ هذه النجمة، التي بلغت قمة المجد، وجدت نفسها فجأة على حافة الحياة والموت عام 2001، بعد إصابتها بجلطة دماغية حادّة كادت أن تودي بحياتها.
في مقابلة صريحة مع كريغ ميلفن ضمن برنامج “TODAY”، استعادت ستون تلك المرحلة المفصلية التي قلبت موازين حياتها: “أُصبت بجلطة ضخمة جداً وكدت أن أموت. لم أعد قادرة على العمل… وعندما أعدت النظر في قيمة الأشياء بالنسبة إليّ، أدركت أنني أريد أن يكون لي أطفال، وأقضي وقتي معهم”.
من قلب الألم، ولدت أولويات جديدة. فبعد تسعة إجهاضات، تبنّت ستون أولادها الثلاثة الذين أصبحوا لاحقاً زادها في مواجهة الحياة. لم تعد الممثلة اللامعة تلاحق الأضواء بقدر ما صارت تعمل “بالقدر الذي يكفي لإعالة أسرتها”، كما قالت، قبل أن تعود اليوم إلى السينما بعد أن “غادر أولادها العشّ”.
ولعلّ أعظم ما يثير الإعجاب في شهادتها ليس شجاعتها في مواجهة المرض وخسارة المجد فحسب، بل صدقها حين روت لمجلة “فارايتي” عام 2019: “كنت أشبّه بالأميرة ديانا في الشهرة، ثم رحلت هي وأنا أصبت بجلطة… وتم نسياننا”.
بهذه الصراحة، تكشف ستون الوجه الآخر لمجد هوليوود: كيف يمكن أن تتحوّل من “أيقونة” إلى منسيّة بين ليلة وضحاها. لكنها، بدلاً من الاستسلام، استغلّت تجربتها لتعيد بناء نفسها إنسانة وأمّاً، قبل أن تعود ممثلة إلى أدوار جديدة مثل شخصيتها الأخيرة “ليندينا” في “Nobody 2″، ومشاركتها المنتظرة في الموسم الثالث من “Euphoria”.
شارون ستون مع الممثل والمخرج بوب أودينكيرك (الصورة من حساب ستون في إنستغرام)
شارون ستون اليوم ليست فقط الممثلة التي خلّدت مشاهد لا تُمحى، بل المرأة التي عاشت “الموت مرتين”، كما وصفت، وقرّرت أن تترك بصمتها على الشاشة لأنها “تدوم إلى الأبد، أما هي فلن تبقى”.
وفي نبرة ساخرة تختصر فلسفتها الجديدة حيال الفن والحياة، قالت أيضاً: “أنا الآن في مرحلة من حياتي تقاعدت فيها مرة، ومتّ فيها مرتين. فما الذي يمكن أن يحدث أكثر؟ أن يقتلوني مرة أخرى؟ فليكن”.
شارون ستون (إنستغرام)
هكذا، تتحوّل قصة ستون إلى ما يشبه درساً في الصمود: أنّ المجد قد يزول، والصحة قد تخون، لكن الإرادة قادرة دائماً على صناعة عودة أجمل.