
تلاحق الشرطة في تركمانستان المدخنين بهدف «القضاء على التدخين» بحلول نهاية العام 2025، وتحويل هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها نحو سبعة ملايين نسمة، إلى أول «دولة خالية من التبغ».
وقد وضع الرئيس قربانقلي بردي محمدوف هذا الهدف العام 2022. من أجل نمط حياة صحي، خاصة أن تركمانستان من الدول الرائدة عالميًا في مكافحة التدخين، إذ لا تتجاوز نسبة المدخنين 4% من إجمالي سكانها، بحسب منظمة الصحة العالمية التي تُقدّر عدد الوفيات المرتبطة بالتبغ بأكثر من سبعة ملايين حالة وفاة سنويًا حول العالم، وفقا لما أوردته «فرانس برس».
ويتراوح سعر علبة السجائر في تركمانستان بين 50 و170 مانات، بينما يتراوح سعر السيجارة بين 2 و5 مانات، ويمكن أن تمثل علبة السجائر ما يصل إلى 11% من متوسط الراتب الذي كان يبلغ نحو 1500 مانات عام 2018، وفق أحدث البيانات التركمانية المتاحة.
علاج إدمان التبغ
داخل أحد مستشفيات العاصمة عشق آباد، ترحب الدكتورة سلطان بـ«المكافحة الفعّالة للتبغ». وتقول للوكالة الفرنسية «نعالج إدمان التبغ»، مضيفة «أنشأت وزارة الصحة مراكز تُمكّن المدخنين من الحصول على نصائح مجانية بشأن كيفية الإقلاع عن التدخين».
لكنّ السلطات تعول بشكل رئيسي على الإكراه لتحقيق أهدافها، من خلال زيادة الرسوم الجمركية وتحديد السن القانونية للتدخين، وحظر التدخين في كل مكان تقريبا، وتحديد عدد علب السجائر المسموح باستيرادها بعبوتين، وبالطبع زيادة الغرامات ومضاعفتها، إذ قد تصل إلى 200 مانات.
يقول إلياس بياشيموف، وهو رائد أعمال «بعد تلقي غرامات عدة، قررت أخيرًا الإقلاع عن التدخين بعد حادثة كنت خلالها أدخن في سيارتي الخاصة المركونة في موقف سيارات البلدية».
شكوك حول نجاح التجربة
في تركمانستان التي تعيش في «عصر نهضة دولة جديدة قوية» وتحكمها منذ عام 2006 آل بردي محمدوف، قربانقلي الأب، ثم سردار الابن، تُنظَّم بشكل دائم عمليات حرق سجائر مهربة، وسجِّل تقدم كبير العام 2025، لكن السلطات لم تعلن نجاحها بعد.
وعندما تواصلت «فرانس برس» مع وزارة الصحة، رفضت الأخيرة الرد، وهو أمر ليس مفاجئًا في هذا البلد الذي يتسم بالسرية وحيث يعد الحصول على المعلومات معقدًا جدًا والتحقق منها شبه مستحيل. لكنّ بعض المدخنين أظهروا تشككًا بشأن تطبيق هذا الحظر الشامل.
– التخلص التدريجي من التدخين بين المراهقين قد ينقذ حياة 1,2 مليون شخص
يقول حيدر شيخييف، وهو عامل يبلغ ستين عامًا، «لن تختفي السجائر تمامًا، لكنّ أسعارها سترتفع بشكل كبير، وستظهر سوق سوداء».
واللافت أنه حتى قبل تحقيق هدفها المتعلق بالتبغ، أعلنت تركمانستان في منتصف يوليو عن خطة عمل للتصدي للكحول بحلول العام 2028.