أم كلثوم تكشف أسرارها.. ردود فعل كتاب السيرة بين القلق والإعجاب

أم كلثوم تكشف أسرارها، ردود فعل كتّاب السيرة بين القلق والإعجاب تتباين بين من يرى أن هذه الاعترافات تضيف بعدًا جديدًا لفهم حياتها ومسيرتها الفنية، ومن يخشى أن تغيّر بعض الحقائق التي اعتمد عليها المؤرخون والكتّاب في أعمالهم. تُعد “اعترافات” أم كلثوم خطوة جريئة تكشف جوانب شخصية لم يعرفها الجمهور من قبل، ما أضاف للجدل حول سيرتها طابع مثير ومختلف.

ويأتي هذا الإصدار ليعيد النقاش حول الطريقة المثلى لسرد حياة الأسطورة المصرية. كما يعكس الاهتمام الكبير بهذه الوثائق مدى تأثير أم كلثوم على الأجيال الحالية والمقبلة. وفي النهاية، تبقى “اعترافات” جزءًا مهمًا من الإرث الثقافي والفني الذي يدرس ويحلّل في كل زمان ومكان.

أعمال فنية متنوعة تسلط الضوء على حياة أم كلثوم

شهدت السنوات الماضية إنتاج عدد من الأعمال الفنية التي تناولت سيرة كوكب الشرق أم كلثوم، سواء عبر المسلسلات أو الأفلام السينمائية، مثل المسلسل الشهير الذي حمل اسمها وحقق انتشارًا واسعًا عام 1999 من بطولة الفنانة صابرين، وفيلم “كوكب الشرق” الذي قامت ببطولته فردوس عبد الحميد في نفس العام.

وفي السياق ذاته، يترقب الجمهور عرض فيلم “الست” الذي تلعب بطولته منى زكي ويخرجه مروان حامد، والمقرر طرحه تجاريًا في ديسمبر المقبل، بعد الانتهاء من تصويره بالكامل.

المسرح يروي قصة كوكب الشرق

ولم يقتصر الأمر على السينما والتلفزيون، بل دخلت المسرح أيضًا على خط تقديم حياة سيدة الغناء العربي، من خلال مسرحية “أم كلثوم.. دايبين في صوت الست” التي ألفها وأنتجها الكاتب المصري مدحت العدل، والمقرر عرضها في أكتوبر المقبل.

هذه الأعمال جميعها تسعى إلى تقديم صورة متكاملة عن حياة أيقونة الغناء العربي، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات حول مدى التزامها بالكشف عن الحقائق الأساسية والوقائع الهامة التي كشفت عنها أم كلثوم قبل وفاتها في 3 فبراير 1975.

كتاب يكشف أسرار غير مسبوقة

الجانب الوثائقي من حياة أم كلثوم تبرز تفاصيله في كتاب “أم كلثوم التي لا يعرفها أحد” للكاتب الصحفي محمود عوض، والذي صدرت طبعته الأولى عام 1980 عن مؤسسة “أخبار اليوم”. الكتاب يتضمن اعترافات نادرة للمطربة حول طفولتها ومواقفها العاطفية والنفسية، وقد تمحورت حول حوارات طويلة أجرها عوض في عام 1969، إذ كان حينها شابًا يتلمس خطواته الأولى بتكليف من رئيس تحرير الصحيفة آنذاك إحسان عبد القدوس.

توتر العلاقات العائلية

من أبرز ما جاء في الكتاب توثيق التوترات العائلية التي عاشتها أم كلثوم، خصوصًا مع والدها إبراهيم، حيث ذكر أن الخلافات كانت حادة وصلت لدرجة تعرضها لصفعة علنية في بداياتها الفنية بسبب ما اعتبره والدها خطأ تجاه الجمهور.

كما تناولت ذكرياتها في حفل كازينو “البوسفور” عام 1926، حينما اضطر الجمهور لمطالبتها بتقديم أغاني خفيفة ذات طابع تجاري، الأمر الذي دفعها للرد بانفعالات حادة أمام الحاضرين.

كذلك لم تكن علاقتها بشقيقها الأصغر خالد على ما يرام، إذ كان يتدخل في شؤونها الغنائية بحجة حمايتها، ما أثار العديد من المشاكل الشخصية والمهنية.

الأغاني المثيرة للجدل في بداية المشوار

كما كشف الكتاب عن لحظة تورط أم كلثوم في أداء أغنية ذات طابع جريء لتواكب موجة “الهنك والرنك” في عشرينيات القرن الماضي، والتي بدأت بكلمات صادمة: “الخلاعة والدلاعة مذهبي”.

وقدمت الأغنية ضمن أسطوانات الفونوغراف المنتشرة بالمنازل، لكنها سرعان ما شعرت بالندم وطلبت سحبها من الأسواق، إلا أن الشركة المنتجة رفضت بحجة القيود العقدية، فاضطرت أم كلثوم لسحب النسخ على نفقتها الشخصية، بينما استمر انتشار الأغنية بشكل غير رسمي وزادت الطلبات عليها في الأسواق.

جدلية الكشف عن التفاصيل الشخصية

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن: لماذا يتجنب كتاب السيرة الذاتية الكشف عن مثل هذه الوقائع، رغم توثيقها على لسان أم كلثوم نفسها؟ هنا تتباين الآراء بين مدرستين؛ الأولى ترى أن حياة كوكب الشرق ملك للجمهور والتاريخ ويجب عرض كل التفاصيل الموثقة، والثانية ترى أن بعض الوقائع قد تكون صادمة للجمهور الواسع، ومن الأفضل الإبقاء عليها ضمن الكتب والمقالات الأكاديمية بعيدًا عن الأعمال الفنية المتاحة للجمهور العريض.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *