الذكاء الاصطناعي يغير مستقبل العمل.. هذه الوظائف الأكثر عرضة للخطر
الذكاء الاصطناعي يغير مستقبل العمل، هذه الوظائف الأكثر عرضة للخطر بسبب التحولات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم اليوم، بينما يقدم فرص هائلة لتحسين الإنتاجية وتسريع العمليات، إلا أنه في الوقت نفسه يثير مخاوف بشأن استبدال بعض المهام التقليدية بالآلات والبرمجيات الذكية. تتأثر بشكل خاص الوظائف الروتينية والمتكررة التي يمكن للأنظمة الذكية أداءها بدقة أعلى وبسرعة أكبر.
ومع توسع الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف القطاعات، يحتاج العاملون إلى تطوير مهاراتهم لمواكبة هذه التغييرات. كما أن هذه المرحلة تمثل فرصة لإعادة التفكير في هيكلة سوق العمل وتهيئة بيئة تدريبية مبتكرة تواكب المستقبل.
طفرة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على سوق العمل
شهد العالم في السنوات الأخيرة تطورًا غير مسبوق في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد يقتصر دوره على كونه أداة مساعدة لإتمام المهام اليومية البسيطة، بل أصبح اليوم منافسًا فعليًا للبشر في العديد من المهن والمجالات الاقتصادية. هذا التحول الجذري يعكس قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة البيانات واتخاذ القرارات بسرعة ودقة تتفوق أحيانًا على الأداء البشري التقليدي.
تقرير OpenAI واختبار GDPval
كشفت شركة OpenAI مؤخرًا عن نتائج دراسة شاملة أطلقت عليها اسم GDPval، والتي تهدف إلى مقارنة أداء الذكاء الاصطناعي بأداء محترفين من تسعة قطاعات اقتصادية رئيسية في الولايات المتحدة. أظهرت الدراسة أن 44 مهنة تعتبر الأكثر عرضة للاستبدال جزئيًا أو كليًا بالذكاء الاصطناعي، مما أثار قلق الخبراء بشأن مستقبل بعض الوظائف التقليدية التي كان يُعتقد سابقًا أنها محصورة للبشر فقط.
أبرز الوظائف المهددة بالاستبدال
موظفو المحاسبة والتأجير
أظهرت النتائج أن الذكاء الاصطناعي يتفوق على العاملين في هذا المجال بنسبة تصل إلى 81٪ من الحالات، مما يجعل المحاسبة والتأجير من أكثر المهن هشاشة أمام التقدم التكنولوجي الحالي. المهام الروتينية مثل إدخال البيانات وحساب التقارير المالية أصبحت قابلة للتنفيذ بشكل أسرع وأكثر دقة باستخدام النماذج الذكية.
مديرو المبيعات
احتل مديرو المبيعات المرتبة الثانية بنسبة 79٪، حيث تبين قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات التسويقية، وتحديد أفضل استراتيجيات البيع، واتخاذ قرارات دقيقة بشكل أسرع من الإنسان، وهو ما يعكس قدرة النماذج الحديثة على تحسين الأداء التجاري دون الحاجة لتدخل بشري مستمر.
موظفو الشحن والاستلام والمخزون
تُظهر الدراسة أن موظفي الشحن والاستلام وإدارة المخزون خسروا أمام الذكاء الاصطناعي في 76٪ من الحالات، خاصة في المهام التي تتطلب دقة عالية وتنظيمًا محكمًا للبيانات اللوجستية وإدارة العمليات اليومية بكفاءة عالية.
المحررون
كان من أبرز المفاجآت تفوق الذكاء الاصطناعي على المحررين بنسبة 75٪، مما يدل على قدرته المتزايدة على إعادة صياغة النصوص، التحرير اللغوي، وإنتاج محتوى متقن بأسلوب يشبه الكتابة البشرية، وهو ما يمثل تحديًا واضحًا لمهنة التحرير التقليدية.
مطورو البرمجيات
احتل مطورو البرمجيات المركز الخامس بنسبة 70٪، إذ أظهرت النماذج المتقدمة مثل GPT-5 وClaude Opus 4.1 قدرة عالية على كتابة الأكواد، تصحيح الأخطاء، وتطوير الحلول التقنية بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر، مما يجعل بعض المهام البرمجية الروتينية قابلة للاستبدال بشكل جزئي أو كامل.
مهن أخرى معرضة للخطر
تشمل قائمة المهن المهددة بدرجات متفاوتة: المحققون الخاصون، موظفو الامتثال، مديرو العمليات، ممثلو المبيعات، المستشارون الماليون، مدراء الخدمات الصحية، الممرضون، الصحفيون، المحامون، المحللون الماليون، المخرجون، والمحاسبون.
بالمقابل، فإن المهن التي تتطلب تفاعلاً بشريًا عاليًا أو إبداعًا بصريًا مثل المهندسين الصناعيين ومحرري الفيديو سجلت أقل معدل تعرض، حيث لم تتجاوز نسبة تفوق الذكاء الاصطناعي أمامهم 17٪ فقط.
الذكاء الاصطناعي كمنافس حقيقي
أكد التقرير أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل تحول إلى منافس حقيقي للبشر في العديد من الوظائف، خصوصًا في قطاعي التجزئة والمبيعات، حيث تمكنت النماذج الحديثة من التفوق على البشر في أكثر من نصف المهام التي تم اختبارها.
التوازن بين المخاوف والدعم البشري
حاولت OpenAI تهدئة المخاوف من الاستبدال الكامل للبشر، مؤكدة أن الهدف الأساسي هو دعم البشر وتحسين إنتاجيتهم، لا استبدالهم بالكامل.
ويأتي هذا في وقت يتسارع فيه تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، حيث سجلت النماذج الحديثة مثل GPT-5-high ارتفاعًا في الكفاءة بنسبة أربعة أضعاف مقارنة بالإصدار السابق GPT-4o خلال 15 شهرًا فقط، ما يعكس القوة المتنامية لهذه التقنية وقدرتها على تحسين أداء الإنسان في مختلف القطاعات.