الوجه المظلم لآيفون 17: معاناة العمال بسبب ساعات العمل الطويلة وتأخير الأجور تكشف عن حقيقة صناعة التكنولوجيا
عانى عمال المصانع في الصين من ظروف قاسية أثناء استعدادهم لإنتاج سلسلة هواتف آيفون 17 الجديدة من شركة آبل، وفقًا لتقرير منظمة مراقبة العمل الصينية، التي أوضحت أن موظفي مصنع تشنغتشو التابع لمجموعة فوكسكون، الشريك الإنتاجي لآبل، واجهوا مشاكل مثل تأخير في الأجور، وفترات عمل إضافية مفرطة، ونوبات ليلية إجبارية. وقد أشار التقرير إلى فترة من مارس إلى سبتمبر، عندما كانت آبل ومورديها يعملون على تجهيز أحدث هواتف آيفون.
تركزت الانتقادات في التقرير على العديد من الانتهاكات المرتبطة بحقوق العمال، حيث زعمت المنظمة أن فوكسكون تخالف القوانين الصينية بتوظيفها نسبة كبيرة من العمال المؤقتين الذين يعرفون بـ “عمال التوزيع”، كما أرجعت ضعف استقرار الطلبات إلى خلق بيئة من الضغط والترهيب المستمرين على العمال، بحسب ما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز. ووجدت منظمة مراقبة العمل أن أكثر من نصف العمال في أكبر مصنع آيفون عالمي، والذي تديره فوكسكون في تشنغتشو، كانوا من العمال الموسميين، في خرق واضح للقوانين التي تحدد هذه النسبة بـ 10% من إجمالي القوة العاملة.
كما عثرت منظمة CLW الأمريكية، المتخصصة في التحقيقات المتعلقة بظروف العمل في المصانع، على أن عمال التوزيع يعانون من التغيرات المتكررة في مواعيد الدفع، حيث يتم خصم جزء من أجورهم لردعهم عن ترك العمل خلال ذروة الإنتاج، دون أن يتمتعوا بنفس المزايا التي يحصل عليها العمال بدوام كامل، مثل الإجازات المدفوعة والتأمين الصحي.
في سياق متصل، زعمت منظمة CLW حدوث تمييز ممنهج ضد بعض الأقليات العرقية والنساء الحوامل، جاء ذلك في تقريرها رغم التوترات المكتشفة سابقًا حول ظروف العمل في مصانع فوكسكون. من جانبها، أكدّت فوكسكون أنها تلتزم بمبادئ التوظيف العادل، مضيفةً أنها تعاقدت مع جهات خارجية لإجراء عمليات تدقيق مستقلة أثبتت التزامها بالممارسات المسؤولة.
بتفاصيل إضافية، قامت منظمة CLW بإجراء تحقيق سري لمدة ستة أشهر في مصنع تشنغتشو، حيث أجرت أكثر من 100 مقابلة مع العاملين، وكشفت الصحيفة بعض المعلومات من عمال آخرين لم تنشرها المنظمة، وأفاد بعضهم أن الظروف هناك أفضل مقارنة بشركات تصنيع محلية أخرى، مستعرضين ميزات مثل التكييف والمرافق الترفيهية.
وفي مواجهة التباطؤ الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، اعترف العديد من العمال بأنهم قد يعودون إلى العمل في فوكسكون إذا لم يجدوا فرصًا أفضل، وهنا تبرز مشكلات الرفض التي تواجهها الأقليات العرقية في تقديم طلبات العمل، والتي تُعزى إلى مخاوف تسرب التوترات مع العمال الصينيين من الهان.
تعتبر مدينة تشنغتشو مركزًا حيويًا في سلسلة توريد آبل، لكن المصنع يتعرض أيضًا لتدقيق متكرر حول قضايا مثل حالات الانتحار وظروف العمل. واستمر عمال المصنع في الخضوع لفحوصات صحية معينة، مما أدى إلى مشاكل خاصة بالنسبة للنساء الحوامل، في حين تستغل فوكسكون العقود المؤقتة للاستجابة لتغيرات الطلب بطريقة سريعة.
في إطار جهود آبل لتقليل الاعتماد على الصين، بدأت الشركة في إعادة إنتاج هواتفها إلى الهند، مستهدفة تجميع جميع الأجهزة المتجهة إلى الولايات المتحدة هناك بحلول العام المقبل، استجابةً للتأثيرات الاقتصادية الناتجة عن الحروب التجارية.
من جانبها، أفادت منظمة CLW بأنها لم ترَ أي دلائل على وجود عمال قاصرين كما في تحقيقات سابقة، مع ملاحظة تحسن طفيف في ظروف العمل، على الرغم من أن الأجور كانت لجذب العمال، ولكن يظل ضغط الساعات الإضافية يمثل تحديًا كبيرًا للموظفين، الذين يخضع الكثير منهم لتحمل ساعات طويلة من العمل رغم التحديات التي يواجهونها.