سعر الذهب يحطم الأرقام القياسية ويصل إلى 3945 دولارًا للأوقية لأول مرة في تاريخه!
سجلت أسعار الذهب العالمية اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025 قفزة تاريخية جديدة، بعدما تجاوزت مستوى 3945 دولارًا للأوقية للمرة الأولى على الإطلاق، مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة أبرزها هبوط الين الياباني واستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، إضافة إلى التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة.
هذه القفزة القياسية تأتي في ظل ارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة مع تزايد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، ما جعل الذهب يتربع مجددًا على عرش الأصول الأكثر أمانًا للمستثمرين حول العالم.
لماذا قفز الذهب إلى هذا المستوى القياسي؟
قال تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في شركة KCM Trade، إن “ضعف الين الياباني بعد نتائج انتخابات الحزب الليبرالي الديمقراطي، قلّص من جاذبية أحد الملاذات الآمنة التقليدية، ما أتاح للذهب فرصة تحقيق مكاسب كبيرة”، وفقًا لوكالة رويترز.
وأضاف ووترر أن استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي يضع “سحابة من الغموض فوق الاقتصاد الأمريكي”، مشيرًا إلى أن احتمالات خفض الفيدرالي للفائدة باتت من أبرز العوامل التي تدعم الطلب القوي على المعدن الأصفر في الوقت الحالي.
أداء الذهب وأسواق المعادن خلال 2025
منذ بداية عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 49%، بعد مكاسب بلغت 27% في 2024، مدفوعة بعمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية، وارتفاع الطلب على الصناديق المدعومة بالذهب، وضعف الدولار الأمريكي، إضافة إلى زيادة الإقبال من المستثمرين الأفراد الباحثين عن التحوط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية حول العالم.
وكان المعدن النفيس قد كسر حاجز 3000 دولار في مارس الماضي، وتجاوز 3700 دولار في سبتمبر، ليواصل منحناه الصعودي القوي وصولًا إلى القمة التاريخية الجديدة فوق 3945 دولارًا للأونصة.
توقعات الأسواق: مزيد من الارتفاعات قادمة؟
بحسب أداة Fed Watch التابعة لمجموعة CME، فإن الأسواق تسعّر حاليًا احتمالين قويين لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعي أكتوبر وديسمبر 2025، بنسبة 95% و83% على التوالي.
ويرى محللون أن أي خفض إضافي في الفائدة سيعزز جاذبية الذهب، إذ يتراجع العائد على الأصول الأخرى مثل السندات، مما يجعل المعدن الأصفر الخيار الأفضل للمستثمرين الباحثين عن الأمان في مواجهة التضخم وتقلبات السوق.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
شهدت باقي المعادن الثمينة ارتفاعات متزامنة مع صعود الذهب:
- الفضة: ارتفعت بنسبة 1.2% لتصل إلى 48.53 دولارًا للأونصة.
- البلاتين: صعد بنسبة 1.2% مسجلًا 1623.88 دولارًا للأونصة.
- البلاديوم: زاد بنسبة 1.2% ليصل إلى 1275.65 دولارًا للأونصة.
خلاصة المشهد
تاريخ جديد يُكتب في أسواق المعادن النفيسة، فالذهب لم يكتفِ بتحقيق مكاسب شهرية أو سنوية، بل تجاوز كل التوقعات ليصل إلى مستوى لم يشهده من قبل في تاريخه الحديث.
ويرجّح الخبراء أن الزخم الصعودي سيستمر خلال الربع الأخير من 2025، ما لم تتغير السياسات النقدية العالمية أو تهدأ المخاوف من الركود والتوترات السياسية.