غزو غزة يُعطل الاتفاق الجزئي… عودة عربات جدعون للاشتعال من جديد

غزو غزة يُعطل الاتفاق الجزئي… عودة عربات جدعون للاشتعال من جديد

نسف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتمالات الوصول إلى صفقة جزئية توقف الحرب في قطاع غزّة لمدّة شهرين. وبعد ميله إلى رفض المقترح، ونقل وسائل إعلام قوله “لا للصفقة الجزئية”، وافق وزير دفاعه يسرائيل كاتس على خطة “عربات جدعون الثانية” للسيطرة على مدينة غزّة، مستدعياً عشرات آلاف الجنود، وأطلق الجيش الإسرائيلي المرحلة التمهيدية.

عين نتنياهو على احتلال غزّة، وفي هذا السياق وجب توضيح الفارق بين اقتحام المدينة واجتياحها، واحتلالها، فالهدف الأول استدعى قصفاً مكثفاً أدّى إلى تدمير منشآت المدينة، لكن الهدف الثاني يستدعي سيطرة أمنية إسرائيلية ووجوداً عسكرياً برياً في نقاط ثابتة فيها، وهو هدف لا يتحقق إلّا بخروج سكّان غزّة.

الأمين العام لـ”الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي” رمزي عودة يتحدّث عن رؤيته لموقف نتنياهو، ويقول إن القوات الإسرائيلية نفّذت اقتحامات في جباليا وحي الزيتون، وهي معاقل “حماس”، وذلك بهدف احتلال غزّة، لكنّ ثمّة مسألتين تعوّقان هدف نتنياهو: وجود سكّان وجب إخراجهم، ونقص الجنود، ولهذا السبب استدعى 130 ألف جندي احتياط، وفق عودة.

 

تظاهرة داعمة لفلسطين (أ ف ب).

 

يقدّر عودة في حديثه مع “النهار” فترة احتلال غزّة ما بين 3 أشهر إلى 6 أشهر، وهي المدة المطلوبة لتهجير سكّان المدينة وإجراء الترتبيات الأمنية والعسكرية لاحتلال غزّة والسيطرة عليها. وفي تقديره، ثمّة مطامع إسرائيلية في مدينة غزّة وشمال القطاع عموماً، وتريد إسرائيل احتلال هذه المنطقة وتهجير سكّانها وتشييد المستوطنات، وبالتالي الصفقة الجزئية أو النهائية ستتأخر.

تجربة احتلال غزّة تعيد للأذهان احتلال الضفة الغربية، ويبدو أن إسرائيل تستنسخ نموذج الضفة في القطاع لجهة الاحتلال والاستيطان، والأهداف الاستراتيجية أمنية واقتصادية. فبالدرجة الأولى، احتلال غزّة يعني ضمان عدم عودة “حماس”، ويعني الاستثمار بالأراضي الخصبة والبحر، وهذه الأهداف يصوّرها نتنياهو على أنها “إنجازات” تخدم مستقبله السياسي.

وبالتالي، فإن هذا الواقع يشي بأن إتمام صفقة وقف الحرب جزئياً أو كلياً بعيد الأمد، وهذا ما يراه عودة أيضاً، الذي يقول إن إطلاق إسرائيل عملية “عربات جدعون 2” ورغتبها باحتلال غزّة وتهجير السكّان وإجراء الترتيبات الأمنية عملية طويلة، مستبعداً أي أفق للوصول إلى تسوية قبل تحقيق الأهداف المذكورة.

في المحصلة، من الواضح أن نتنياهو لا يريد للحرب أن تنتهي، والموقف الأميركي متماهٍ مع الموقف الإسرائيلي، وبات جلياً أن لا ضغط أميركياً ولا إشارات حتى من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الاهتمام بغزّة، فبات القطاع منسياً على مستوى دوائر القرار الدولية، ورهينة المشروع الإسرائيلي البعيد الأمد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *