محمود محيي الدين يدعو إلى ضرورة ابتكار استراتيجيات فعّالة لتحويل الرؤية العربية الطموحة إلى حقائق ملموسة على الأرض

استقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي، وتعزيز التعاون الإقليمي، والاستثمار في رأس المال البشري، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر والرقمي، تعتبر جميعها أمورًا حيوية لتحقيق الأهداف التنموية والمناخية في العالم العربي

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، على أهمية إجراء تحولات هيكلية واتخاذ خطوات عملية لتحقيق رؤية العرب لعام 2045، مشددًا على أن هذه الرؤية يجب أن تتحول من كونها مجرد إطار طموح إلى خطة عمل واقعية تجمع الأهداف العربية وتترجمها إلى نتائج ملموسة

وجاءت كلماته خلال مشاركته في “المائدة المستديرة الإقليمية: مسارات نحو التحول: تعزيز تنفيذ الرؤية العربية 2045″، التي نظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجامعة الدول العربية، بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة مثل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتورة رولا دشتي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، وغيرهم، حيث تمحورت المناقشات حول التحديات التي تواجهها المنطقة في ظل الأزمات الاقتصادية والبيئية المتعددة، والتي أدت إلى توسيع فجوة التمويل لأهداف التنمية المستدامة

وفي هذا الإطار، طرح محيي الدين ستة مسارات رئيسية لترجمة الأهداف إلى خطط عملية، حيث انطلق المسار الأول من التركيز على الاستقرار الاقتصادي من خلال إعادة هيكلة الديون وزيادة الاستثمار في القطاعات الحيوية مثل الصناعات التحويلية والخدمات والاقتصاد الرقمي والقطاعات الخضراء، إضافة إلى تعزيز الشفافية في المالية العامة ومكافحة الفساد

أما المسار الثاني، فهو تعميق التعاون الإقليمي، حيث أشار محيي الدين إلى أن التجارة بين الدول العربية لا تزال متدنية، داعيًا إلى خطوات مثل خفض الرسوم الجمركية وتحسين شبكات النقل لتعزيز التجارة البينية، مشيرًا إلى دروس يمكن استفادتها من نموذج الآسيان

فيما ينصب تركيز المسار الثالث على التحول الرقمي، حيث دعا إلى تحسين البنية التحتية الرقمية وتنمية المهارات الرقمية لدعم الابتكار، أما المسار الرابع فهو التحول نحو الاقتصاد الأخضر، مع التأكيد على أهمية تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الزراعة المستدامة

وفيما يتعلق بالمسار الخامس، فقد أكد محيي الدين على ضرورة الاستثمار في رأس المال البشري من خلال توفير التعليم والتدريب وتحقيق إدماج اجتماعي حقيقي، حيث أن المسار السادس يتضمن اعتماد نماذج التمويل المحلية، مما يعزز من قدرة المؤسسات المحلية على الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا

وأكد محيي الدين أيضًا على ضرورة أن تصبح رؤية العرب لعام 2045 ملكًا لكل المواطنين، وليس فقط الحكومات وصنّاع السياسات، داعيًا إلى ضرورة الانتقال من الأهداف الطموحة إلى التنفيذ الفعلي مع قياس التقدم باستخدام مؤشرات واضحة، فالتغيير يتطلب التزامًا جماعيًا ومنظورًا مشتركًا من جميع فئات المجتمعواتى

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *