
أشاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، بتضحيات موظفي الوكالة «على الرغم من الجحيم اليومي» في غزة، حيث يواصلون عملهم الإنساني «على الرغم من التحديات والظروف القاسية» جراء الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 22 شهراً، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أن 383 عامل إغاثة قتلوا في عام 2024، نصفهم تقريباً في قطاع غزة، معتبرة أن هذا الرقم القياسي يشكل «إدانة فاضحة» للامبالاة الدولية، ينبغي أن تؤدي إلى وضع حد «للإفلات من العقاب».
وقال لازاريني، في بيان بمناسبة «اليوم العالمي للعمل الإنساني»: «موظفو الأونروا في غزة دفعوا ثمناً باهظاً منذ بدء الحرب، حيث قُتل ما يقرب من 360 موظفاً، بعضهم أثناء تأدية واجبهم، وأصيب المئات، فيما تم اعتقال أو احتجاز نحو 50 موظفاً، تعرّض بعضهم للتعذيب قبل إطلاق سراحهم». وأضاف: «موظفونا لم يستسلموا على الرغم من الجحيم الذي يعيشونه يومياً».
وأشاد لازاريني بفرق الأونروا في جميع أنحاء غزة، مبيناً أنها «تواصل تقديم خدمات التعليم والرعاية الصحية الأولية على الرغم من التحديات الكبيرة». وأكد أن الأونروا «تواجه تهديدات وجودية، لكن فرقها مستمرة في العمل من أجل الإنسانية».
وأشار إلى أن موظفي الأونروا «سيواصلون مهمتهم حتى يتم التوصل إلى حل عادل لأزمة اللاجئين الفلسطينيين، وحتى ينتهي الصراع المستمر منذ عقود عبر الوسائل الدبلوماسية والسلمية».
وختم لازاريني كلامه بالتشديد على أنه «حان الوقت» لإنهاء هذا الصراع، «بل تأخر كثيراً».
وأكد مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» في الضفة الغربية رولاند فريدريك، ضرورة حماية موظفي الوكالة وتكريم جهودهم الاستثنائية في خدمة لاجئي فلسطين.
وقال فريدريك، في منشور له على منصة «إكس»، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني: «في هذا اليوم، نحيي تفاني وصمود موظفي الأونروا الذين يواصلون عملهم الداعم للاجئي فلسطين في الضفة الغربية على الرغم من الظروف المستحيلة».
ووفق الأمم المتحدة، فإنه في عام 2024 وحده، أزهقت أرواح أكثر من 380 عاملاً إنسانياً، بعضهم أثناء أداء الواجب، وآخرون في منازلهم، وأصيب مئات غيرهم أو اختُطفوا أو احتُجزوا، وسط الخشية من أن يكون عام 2025 أشد نكبة.
وتلفت إلى أنه «كثيراً ما يغضّ العالم بصره عن هذه الانتهاكات، حتى وهي تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي، فالقواعد التي وُضعت لصون العاملين في الإغاثة تُهمل، والجناة يفلتون من العقاب».
وتشدد على أن «هذا الصمت، وهذا الغياب للمساءلة، أمر لا يمكن أن يُسمح باستمراره».
وحذرت من أن «المنظومة اليوم تتداعى، ليس في حق العاملين الإنسانيين وحدهم، بل وفي حق من يخدمونهم أيضاً».
وقالت الأمم المتحدة: «لقد تجاوزنا مفترق الطرق، وبتنا على الحافة، الاحتياجات تتصاعد، والتمويل يتضاءل، والاعتداءات على عمال الإغاثة تحطم الأرقام القياسية». كما أكدت أنه «آن الأوان لتحويل السخط العالمي إلى ضغط فاعل على أصحاب القرار، من أجل صون العاملين في المجال الإنساني والمدنيين الذين يخدمونهم، وإعمال القانون الدولي الإنساني، وتمويل شرايين الحياة التي ندّعي دعمها». (وكالات)