
أسدل الستار صباح أمس الثلاثاء، على واحدة من أبشع الجرائم التي هزت الشارع المصري، بعد أن تم تنفيذ حكم الإعدام في القاضي أيمن حجاج وصديقه حسين الغرابلي، بعدما أثبتت العدالة تورطهما في مقتل المذيعة شيماء جمال، تلك الجريمة التي لم تكن مجرد حادثة قتل، بل مأساة كاملة التفاصيل، تخللتها الخيانة، والخداع، والنهاية المروعة.
جريمة يونيو 2022 تكتب سطورها الأخيرة على حبل المشنقة
المذيعة شيماء جمال، التي كانت تحمل صوتها إلى الناس عبر الشاشة، لم تكن تعلم أن أقرب الناس إليها يخفي لها موتا مدبرا. في يونيو 2022، ضجت الأخبار بجريمتها، وتحولت قضيتها إلى حديث الرأي العام، ليس فقط لبشاعة ما حدث، بل لأن القاتل كان رجلا يفترض أن يكون رمزا للعدالة، ورغم طول رحلة العدالة، ظلت والدتها تنتظر لحظة القصاص، وقد جاءها الخبر أخيرا -تم التنفيذ- لينتهى فصل مظلم من حياتها.
في المقابل، نشرت ابنة المتهم الثاني حسين الغرابلي عبر صفحتها على “فيسبوك” نعيًا لوالدها، كتبت فيه: «إنا لله وإنا إليه راجعون.. أبويا في ذمة الله»، ثم أعلنت عن موعد صلاة الجنازة قائلة: «صلاة الجنازة ظهرًا في مسجد الصباح بشارع الهرم»، تعود الجريمة إلى يونيو 2022، حين أبلغ القاضي أيمن حجاج عن اختفاء زوجته شيماء جمال، مدّعيًا أنها خرجت لتصفيف شعرها ولم تعد. بدأت السلطات البحث عنها، دون العثور على أدلة في البداية.

بعد أيام، قدّم شخص مقرب من القاضي معلومات حاسمة للشرطة، ليتضح أنه شريك في الجريمة. وقد دلّ السلطات على مكان دفن الجثة داخل مزرعة نائية بمنطقة البدرشين، حيث تم العثور على جثمان شيماء جمال مدفونًا في حفرة أعدت مسبقًا.
التحقيقات وكشف الجريمة
أثبتت التحقيقات أن خلافات حادة نشبت بين الزوجين، حيث هددت شيماء جمال بكشف أسرار قد تضر بسمعة زوجها. وعلى إثر ذلك، استدرجها أيمن حجاج إلى المزرعة بحجة التحدث وحل الخلافات، وهناك اعتدى عليها بمقبض سلاح ناري حتى فقدت وعيها، ثم خنقها حتى الموت بمساعدة سائقه حسين الغرابلي، قبل أن يقوما بدفن الجثة.

ألقي القبض على المتهمين، ووجّهت إليهما تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وقد حظيت المحاكمة بمتابعة إعلامية واسعة، وعُرضت خلالها أدلة وشهادات أكدت ضلوع المتهمين في الجريمة، وفي ختام القضية، أصدرت محكمة النقض حكمها النهائي برفض طعنهما وتأييد حكم الإعدام، ليُنفّذ الحكم صباح أمس الثلاثاء بحق القاضي أيمن حجاج وشريكه حسين الغرابلي.