وفاة أحمد طالب الإبراهيمي.. رجل الكلمة والهوية الذي خلد اسمه في تاريخ الجزائر الحديث

وفاة أحمد طالب الإبراهيمي تحزن القلوب … ودّعت الجزائر اليوم أحد أبرز رموزها الفكرية والسياسية، حيث توفي الوزير والدبلوماسي السابق أحمد طالب الإبراهيمي، الأحد، عن عمر ناهز 93 عامًا، بععرف بتوجهه القومي وبدفاعه المستمر عن اللغة العربية كركيزة للثقافة الوطنية، وهو ما جعله يوصف بـ”مهندس التعريب” بحق.
د مسيرة حافلة بالعطاء في ميادين التعليم والسياسة والفكر. ويُعرف الراحل بأنه مهندس تعريب التعليم في الجزائر، وأحد الذين ساهموا بعمق في بناء الهوية الوطنية بعد الاستقلال.

 مسيرة وطنية حافلة بالمسؤولية والتأثير

يُعدّ الإبراهيمي من أبرز وجوه الدولة الجزائرية الحديثة، إذ شغل عدة مناصب وزارية منذ ستينيات القرن الماضي، من بينها وزارات التربية والتعليم العالي، والإعلام والثقافة، ثم الشؤون الخارجية خلال عهد الرئيس الشاذلي بن جديد بين عامي 1982 و1988.
كما كان وزيرًا مستشارًا في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وساهم في صياغة السياسات التعليمية والثقافية التي عززت من حضور اللغة العربية في المؤسسات الرسمية والتعليمية.

مولده ونشأته العلمية

وُلد أحمد طالب الإبراهيمي سنة 1932 بمدينة سطيف شرقي الجزائر، في أسرة عُرفت بالعلم والدين، فهو نجل الشيخ البشير الإبراهيمي أحد كبار العلماء في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
تابع دراسته في جامعة الجزائر قبل أن ينتقل إلى جامعة باريس، حيث كان من الناشطين البارزين في الاتحاد العام لطلبة المسلمين الجزائريين بفرنسا. هناك بدأ مساره السياسي المبكر دفاعًا عن استقلال بلاده وهويتها.

 نضال الثورة والسجن مع القادة

التحق الإبراهيمي خلال دراسته في فرنسا بـ فيدرالية جبهة التحرير الوطني، وأسندت إليه مهام تنسيق بين أعضاء الجبهة وقيادة الثورة الجزائرية.
وفي فبراير 1957، تم اعتقاله رفقة عدد من المناضلين، ليُسجن مع قادة الثورة البارزين، من بينهم أحمد بن بلة، ومحمد بوضياف، وحسين آيت أحمد، ومحمد خيضر، ما رسّخ مكانته كأحد رموز الحركة الوطنية في الخارج.

من وزارة التعليم إلى الدبلوماسية

بعد الاستقلال، انضم الإبراهيمي إلى صفوف الدولة الجديدة، فكان أحد الوجوه المساهمة في بناء المنظومة التعليمية ووضع أسس تعريب التعليم كخيار وطني يهدف إلى ترسيخ الهوية الجزائرية.
وفي الثمانينيات، تولّى وزارة الشؤون الخارجية، حيث مثل الجزائر في العديد من المحافل الدولية، مدافعًا عن القضايا العربية والإفريقية، ومؤكدًا على مبادئ الاستقلالية السياسية والدبلوماسية المتوازنة.

 نعي رسمي وحزن شعبي عن وفاة أحمد طالب الإبراهيمي

بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة تعزية مؤثرة إلى عائلة الراحل، عبّر فيها عن عميق حزنه لفقدان “رجل من جيل البناء، وأحد أعمدة الفكر والسياسة والتعليم في الجزائر”.
وتفاعل الجزائريون عبر منصات التواصل الاجتماعي مع خبر وفاته بكلمات الوفاء والتقدير، مؤكدين أن أحمد طالب الإبراهيمي سيبقى رمزًا من رموز الهوية الوطنية والتعليم العربي في الجزائر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *