المسجد الحرام يستعد لصلاة الخسوف تزامنًا مع ظهور القمر الدموي غداً
أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عن إقامة صلاة الخسوف مساء غدٍ الأحد عند الساعة التاسعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث سيؤم المصلين فضيلة الشيخ بدر التركي، وتأتي هذه الصلاة إحياءً لسنة النبي عند حدوث الظواهر الكونية الكبرى كالكسوف والخسوف.
سنة نبوية مرتبطة بالظواهر الكونية
تعد صلاة الخسوف من السنن المؤكدة، وقد ورد عن النبي أنه كان يصليها كلما وقع الخسوف أو الكسوف، وتؤدى الصلاة بركعتين على هيئة مميزة تختلف عن الصلاة المعتادة، حيث يقرأ الإمام قراءتين طويلتين في كل ركعة مع ركوعين وسجدتين، ويكون الركوع الأول أطول من الثاني، ويستحب إطالة القراءة والخشوع بما يتناسب مع عظمة المشهد، ثم تختم الصلاة بالتشهد والسلام.
ويجوز أداؤها فرادى أو جماعة، سواء في المساجد أو البيوت، لما تحمله من تذكير بعظمة الله وقدرته، إذ قال رسول الله:
“إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وصلوا حتى ينكشف ما بكم”.
الخسوف الكلي وظهور القمر الدموي
بالتزامن مع الصلاة، يشهد العالم ظاهرة فلكية نادرة تعرف باسم الخسوف الكلي للقمر أو القمر الدموي، وخلالها يدخل القمر بأكمله في ظل الأرض، فيحجب ضوء الشمس المباشر عنه، لكنه لا يختفي تمامًا، بل يتلون بدرجات حمراء وبرتقالية بسبب مرور أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، حيث تفلتر الألوان الزرقاء والبنفسجية وتبقى الأطوال الموجية الحمراء لتنعكس على سطح القمر.
مشهد يستحق التأمل
سيكون الخسوف مرئيًا بوضوح في مختلف أنحاء الوطن العربي بين الساعة 8:30 و9:52 مساءً بتوقيت السعودية، ليمنح الجميع فرصة مميزة لمتابعة هذه الظاهرة، وينصح خبراء الفلك بمشاهدة الحدث من أماكن مفتوحة بعيدة عن أضواء المدن للاستمتاع بأجمل رؤية ممكنة.
إنها لحظة تجمع بين جلال العبادة وروعة الكون؛ حيث يلتقي المؤمنون بالصلاة والخشوع في المسجد الحرام، بينما تتزين السماء بواحدة من أروع الظواهر الكونية التي تذكرنا بعظمة الخالق وقدرته.