الفضة عند مستوى قياسي جديد بعد 45 سنة من الانتظار
شهدت أسواق المعادن النفيسة اليوم حدث تاريخي، حيث تجاوز سعر الأونصة الفضية حاجز الخمسين دولارًا، لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود ونصف. هذا الارتفاع غير المسبوق يعكس تزايد الطلب على الفضة كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
إضافة إلى دورها المتنامي في الصناعات التكنولوجية والطاقة المتجددة، ويأتي هذا المستوى القياسي ليعيد الضوء على الفضة كأحد أهم المعادن التي تتأثر بالظروف الاقتصادية والسياسية على الصعيد الدولي، مسجّلة فصلًا جديدًا في تاريخ المعادن النفيسة.
الفضة تتجاوز حاجز 50 دولارًا للأونصة للمرة الأولى منذ 1980
سجلت أسعار الفضة قفزة تاريخية يوم الخميس، حيث تجاوزت لأول مرة حاجز 50 دولارًا للأونصة، مسجلة مستويات لم يشهدها السوق منذ يناير 1980. جاء هذا الارتفاع في ظل استمرار نقص الإمدادات، وسط بيئة اقتصادية عالمية تدعم ارتفاع المعادن الثمينة، الأمر الذي جعل المستثمرين يتجهون نحو الفضة كملاذ آمن.
وخلال جلسات التداول، وصلت الفضة الفورية لفترة وجيزة إلى أكثر من 51 دولارًا، قبل أن تتراجع قليلاً لتغلق عند أقل من 49 دولارًا، وفق بيانات السوق الفورية.
العوامل الدافعة وراء صعود الفضة
يرجع هذا الصعود إلى مجموعة من العوامل المتشابكة:
- التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط: حيث تؤثر الأحداث السياسية على ثقة المستثمرين، وتدفعهم للبحث عن الأصول الآمنة.
- تدفقات المستثمرين نحو المعادن الثمينة: بسبب تقلبات الأسواق المالية وارتفاع المخاطر في أسواق الأسهم والعملات.
- توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية: حيث تشير توقعات الأسواق إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يواصل تخفيض الفائدة، ما يعزز جاذبية المعادن كملاذ استثماري.
وفي المقابل، شهد الذهب بعض التراجع، إذ انخفض بنسبة 2٪ بعد أن تجاوز حاجز 4000 دولار للأونصة، عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، مما دفع بعض المستثمرين لجني الأرباح من الأصول الآمنة.
تعليقات الخبراء على تحركات السوق
قال تاي وونغ، تاجر مستقل للمعادن، إن “المضاربين يسحبون بعض الأرباح من الذهب بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لأنه يقلل من التوتر في منطقة كانت تاريخيًا شديدة التقلب”. وأضاف أن “الفضة والذهب قد يحتاجان لمزيد من التثبيت، إلا أن العوامل الأساسية مثل تنويع الاحتياطيات والديون السيادية العالمية الكبيرة ما زالت قائمة، مما يدعم النظرة الإيجابية للأسعار”.
