تشهد سماء مصر وعدد من الدول العربية، مساء اليوم الأحد 7 سبتمبر 2025، خسوفًا كليًا للقمر، وهي ظاهرة فلكية نادرة ينتظرها الملايين حول العالم، وقد أعلنت وزارة الأوقاف المصرية إقامة صلاة الخسوف في جميع المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، التزامًا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإحياءً للشعائر الدينية التي تحث المسلمين على التفكر في عظمة الخالق عند وقوع مثل هذه الظواهر الكونية.

وزارة الأوقاف تعلن إقامة صلاة الخسوف في المساجد الكبرى

أكدت وزارة الأوقاف في بيان رسمي أنه تم تكليف المديريات الإقليمية في مختلف المحافظات بإقامة صلاة الخسوف في التوقيت المحدد، حيث ستُقام الصلاة مساء اليوم عقب دخول القمر منطقة ظل الأرض مباشرة. وأوضحت أن الهدف من ذلك هو ربط الناس بسنة الرسول الكريم، وتنمية الوعي الديني لدى المواطنين، وتذكيرهم بضرورة التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.

حكم صلاة الخسوف ومشروعيتها

أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث الصحيح عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي” [صحيح البخاري].

ويجوز للمسلمين أداء صلاة الخسوف جماعة أو فرادى، وإذا أُقيمت جماعة ينادى لها بقول المؤذن: “الصلاة جامعة”، ولا يُرفع لها أذان لأنها من الصلوات المسنونة وليست المفروضة.

طريقة أداء صلاة الخسوف 2025

أكدت دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف أن صلاة الخسوف تؤدى ركعتين، وتتميز عن الصلوات العادية بعدة صفات:

في كل ركعة قيامان وقراءتان بالفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم.

في كل ركعة ركوعان وسجدتان، مع إطالة الركوع والقراءة والسجود.

يستحب أن تكون القراءة جهرًا.

بعد الانتهاء من الصلاة، يخطب الإمام بالمصلين خطبة يذكّرهم فيها بعظمة الله تعالى، ويحثهم على الاستغفار والصدقة وفعل الخير، محذرًا من الغفلة والمعاصي.

موعد خسوف القمر وأماكن مشاهدته

أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية أن خسوف القمر الكلي سيبدأ في تمام الساعة 6:28 مساءً بتوقيت القاهرة بدخول القمر منطقة شبه ظل الأرض، إلا أن هذه المرحلة لا تُرى بالعين المجردة.

يبدأ الخسوف الجزئي في الساعة 7:27 مساءً حيث يبدأ ظهور ظل الأرض على القمر.

يكتمل الخسوف الكلي عند الساعة 8:31 مساءً، وتصل الظاهرة إلى ذروتها في الساعة 9:12 مساءً حيث يختفي قرص القمر بالكامل.

تنتهي مرحلة الخسوف الكلي في الساعة 9:53 مساءً.

ينتهي الخسوف كليًا عند الساعة 11:55 مساءً بخروج القمر من منطقة شبه الظل.

ويمكن مشاهدة الظاهرة في مناطق واسعة حول العالم، منها أوروبا، آسيا، أفريقيا، أستراليا، وأجزاء من الأمريكتين.

أدعية مستحبة أثناء خسوف القمر

حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء والذكر عند حدوث الكسوف والخسوف، ومن الأدعية المأثورة:

“اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، لا إله إلا أنت، سبحانك إنا كنا من الظالمين”.

“ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب”.

“اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا سبل السلام، واجعلنا من عبادك الصالحين”.

“اللهم اجعل هذا الخسوف تذكرة لنا بعظمتك، ولا تجعله عقوبة علينا”.

كما يسن الإكثار من الاستغفار والتكبير والصدقة أثناء الظاهرة، اقتداءً بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الفرق بين صلاة الكسوف وصلاة الخسوف

رغم التشابه الكبير بين الصلاتين، إلا أن هناك فروقًا بسيطة:

• صلاة الكسوف تؤدى عند حدوث كسوف الشمس وتكون سرًّا.
• صلاة الخسوف تؤدى عند خسوف القمر وتكون جهرًا.

في كلا الحالتين، تقام الصلاة ركعتين وفي كل ركعة ركوعان وسجدتان.

رسالة دار الإفتاء حول ظاهرة الخسوف

أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن خسوف القمر ليس علامة على غضب الله، وإنما هو تذكير للمسلمين بعظمته وقدرته، وأن هذه الظواهر الكونية تدعو العباد للتوبة والرجوع إلى الله، مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة والدعاء والصدقة”.