
المملكة ومكافحة المخدرات القاتلة
أعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار في مؤتمر صحفي ببيروت عن إحباط أكبر حملة لتهريب مخدر الكوكايين إلى لبنان، وذلك بالاستناد إلى معلومات دقيقة توفرّت من السلطات السعودية إلى مكتب مكافحة المخدرات. وأكد المتحدث الرسمي للداخلية، العميد طلال الشلهوب، أن هذه العملية جاءت نتيجة للمتابعة الأمنية الاستباقية لنشاط العصابات الإجرامية التي تمتهن تهريب المخدرات، بالإضافة إلى التعاون المثمر مع مديرية مكافحة المخدرات السعودية.
في ذات السياق، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن القوات الأمريكية قد هاجمت قاربا يحمل كمية كبيرة من المخدرات بعد مغادرته فنزويلا، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود للحد من تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة. حيث أن الإعلان جاء من الرئيس مباشرة، مما يعكس أهمية القضية وعزم الحكومة على التعامل معها بحزم.
تتحدث الحقائق المعروفة عن مافيات تهريب المخدرات وما تكتسبه من نفوذ وقوة على المستوى العالمي، وقدرتها على تجاوز الحدود، ومع ذلك فهي دائماً تواجه السلطات المكلفة بمكافحتها. وتبقى نسبة النجاح في هذه المعركة مرتبطة بكفاءة ونزاهة المعلومات المرسلة من تلك السلطات.
تظل المملكة الهدف الرئيسي لعصابات تهريب المخدرات، حيث تمثل هذه الظاهرة مشكلة تؤرق المجتمع بشكل عام، وقد ارتفعت نسبة الشباب المهدد من مختلف الفئات العمرية. ورغم أن هذه القضية أضحت تشكل أزمة عميقة تؤثر على جوانب عديدة، فإن الجهات الأمنية، وخاصة إدارة مكافحة المخدرات، قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة فيما يخص أهدافها الاستباقية لمواجهة التهريب، والتي تشمل تنسيقًا دوليًا ورصدًا ممتد للشبكات التي تعمل في هذا المجال.
شدة أزمة المخدرات
ومع ذلك، تبقى هذه الأزمة عامة ويجب أن تشمل مشاركة المجتمع بجانب الجهود الرسمية لمواجهة هذه السموم القاتلة. فالشباب ضحايا لهذه الجرائم، بينما المجرمون هم أولئك الذين يقفون وراء تصنيع وتوزيع هذه المخدرات. من المهم أن يشجع المجتمع على الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه يتعلق بالمخدرات من خلال القنوات الرسمية التي توفر السرية والحماية اللازمة. كما يجب تكثيف الجهود التوعوية للمخاطر المرتبطة بالمخدرات عبر كافة الوسائل المتاحة، نظراً لأنها تمثل وحشًا قاتلاً لا يرحم.