كيف تميز الفيديوهات المزيفة بالذكاء الاصطناعي: 10 إشارات رئيسية

هل تساءلت يومًا أثناء تصفحك لوسائل التواصل الاجتماعي عن مدى صحة الفيديو الذي تشاهده، هل هو حقيقي أم تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي؟ إننا نعيش الآن في عصر الفيديوهات المزيفة فائقة الواقعية، حيث أصبح الخداع الرقمي أداة قوية بيد المحتالين، وعلى الجانب الآخر، يحذر خبراء التقنية من أن منصات مثل Sora 2 لم تعد تقتصر على الإبداع، بل أصبحت تستخدم أيضًا في عمليات الاحتيال الناتجة عن التزييف العميق على الإنترنت.

لقد شهدت أعداد فيديوهات التزييف العميق زيادة ملحوظة من نصف مليون في عام 2023 إلى أكثر من ثمانية ملايين هذا العام، ووفقًا لتقارير شركة DeepStrike للأمن السيبراني، فإنه تم تسجيل زيادة مذهلة في محاولات الاحتيال بنسبة 3000% خلال عامين فقط. إن التمييز بين الواقع والوهم أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى، حيث يدرك الخبراء أن البشر قادرون على اكتشاف التزييف العميق عالي الجودة فقط في واحدة من كل أربع محاولات، مما يفتح المجال لخداع ملايين المستخدمين دون وعي منهم.

عندما بدأت مقاطع الفيديو المولّدة بتقنية التزييف العميق كعروض ترفيهية على الإنترنت، تحولت سريعًا إلى صناعة إجرامية مزدهرة بمليارات الجنيهات، إذ يعتمد المحتالون على استنساخ الأصوات والوجوه والتعبيرات العاطفية لخداع الضحايا، سواء لإجبارهم على دفع الأموال أو لنشر معلومات مضللة. من المحتمل أيضًا أن تزداد مكالمات الفيديو المُولَّدة بتقنية التزييف العميق انتشارًا، حيث يحاكي المحتالون شخصيات أحبائهم أو رؤسائهم بشكل مباشر، باستخدام أصوات وسلوكيات مستنسخة، وهو ما يُفسره توفر أدوات مثل Sora، التطبيق القادر على تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو واقعية في أقل من دقيقة.

لتمييز مقاطع الفيديو المُولَّدة بتقنية الذكاء الاصطناعي، قدم فريق شركة Outplayed بعض الطرق العملية، ومنها: ملاحظة حركة الرمش والعينين حيث يرمش الأشخاص بشكل أقل، ومراقبة حركة اليدين والأصابع التي قد تظهر بشكل مُشوّه أو ملتزق، كما يجب الانتباه لأخطاء الإضاءة والظلال الغريبة، إلى جانب مشاكل في تزامن حركة الشفاه، بالإضافة إلى الجلد الناعم والأوجه التي تبدو بلاستيكية، وكذلك الخلفيات المتعرجة أو الأجسام المشوهة، ولا ننسى حركة الملابس التي قد تكون جامدة وغير طبيعية.

من الجدير بالذكر أن أحد خبراء Outplayed حذر من التطور السريع لهذه التكنولوجيا، إذ أصبح ما كان يحتاج إلى أسابيع من العمل في استوديوهات هوليوود متاحًا الآن لأي شخص لديه جهاز كمبيوتر محمول، فتلك الفيديوهات المولَّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل Sora 2 تكاد تكون غير قابلة للتفريق عن الواقع، وهذا قد يكون مرعبًا في الاستخدامات الخاطئة. حيث يتعرض الناس لعمليات الاحتيال عبر وسائل التواصل الاجتماعي سواء كان ذلك في الشركات أو العلاقات الشخصية، فيستغل المجرمون فكرة “تصدق ما تراه”، مضيفًا أن الثقة المطلقة في أدلة الفيديو تضعنا في عصر جديد مليء بالتحديات، مع زيادة استخدام التزييف العميق الذي يتجاوز التصور المنطقي وينقل الأمور مباشرةً إلى مجموعة من المشاعر.

أما بخصوص تحميلات تطبيق Sora التي تجاوزت مليون عملية تنزيل، فقد أظهر المستخدمون إبداعات مثيرة للجدل في إنشاء مقاطع قصيرة، حيث ينشئ الكثير منهم مقاطع تُظهر مشاهير مثل جيك بول ومايكل جاكسون، مما يصنع بلبلة كبيرة بين الخيال والواقع. وبعد أن ظهر عدد من مستخدمي تقنية التزييف العميق بأسلوب غير محترم، اضطُرَّ مطورو المنصة لحظر مقاطع الفيديو التي تتضمن مارتن لوثر كينغ جونيور، مما يبرز التحديات الأخلاقية المتزايدة المرتبطة بهذه التكنولوجيا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *