ارتفاع غير مسبوق.. الأونصة الذهبية تتخطى مستوى 4000 دولار

شهدت أسواق المعادن الثمينة حدثًا تاريخيًا خلال الأسبوع الماضي، بعدما تمكنت أونصة الذهب من تجاوز المستوى النفسي البالغ 4000 دولار للمرة الأولى في تاريخها، لتغلق تداولات الأسبوع بثبات فوق هذا الحاجز المهم.

هذا الارتفاع القياسي يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في المعدن الأصفر كملاذ آمن وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية حول العالم. كما ارتفع الذهب بنسبة تجاوزت 53% منذ بداية العام، في مؤشر قوي على استمرار الزخم الصعودي خلال الأشهر المقبلة، خصوصًا في ظل اضطراب الأسواق العالمية وتراجع العملات الرئيسية.

أسعار الذهب في السوق المحلية

لا تزال أسعار الذهب في الأسواق المحلية المصرية تواصل حركتها المتأثرة بالتقلبات العالمية، حيث سجل عيار 24 نحو 6166 جنيهًا للجرام، في حين بلغ عيار 21 الأكثر تداولًا 5395 جنيهًا، بينما وصل عيار 18 إلى 4624 جنيهًا.

أما سعر الجنيه الذهب فقد قفز إلى 43160 جنيهًا، مواكبًا الصعود العالمي الذي انعكس بشكل مباشر على السوق المحلي.

ويأتي هذا الارتفاع في ظل الطلب المستمر على الذهب من المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، باعتباره ملاذًا آمنًا ضد تذبذب العملات والتضخم المتزايد.

توترات ترامب تعيد إشعال الأسواق وترفع الذهب

أعادت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حالة التوتر إلى الأسواق، بعد أن أعلن أنه لا يرى سببًا لعقد لقاء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ كما كان مخططًا له، هذه التصريحات أثارت موجة من القلق في الأسواق العالمية، خصوصًا بعد أن لمح ترامب إلى نية واشنطن زيادة الرسوم الجمركية بشكل كبير على الواردات الصينية.

أدى ذلك إلى انهيار مؤشرات الأسهم الأمريكية بنسب ملحوظة، حيث تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.7%، وانخفض ناسداك لأسهم التكنولوجيا بنسبة 3.6%. هذا التوتر أعاد الذهب إلى واجهة المشهد كملاذ آمن، ورفع الطلب عليه بشكل ملحوظ.

الذهب يستفيد من ضعف الدولار وتصاعد الأزمات العالمية

تجددت المخاوف بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى انخفاض الدولار الأمريكي بنسبة 0.6%، وهو ما يصب مباشرة في مصلحة الذهب الذي يتحرك عادة بعلاقة عكسية مع العملة الأمريكية.

كما ساهمت الأزمات السياسية في فرنسا واليابان، إلى جانب الإغلاق الحكومي المستمر في الولايات المتحدة، في تعزيز الطلب على المعدن النفيس كوسيلة لتأمين الثروة في ظل اضطراب المشهد الاقتصادي العالمي. هذه العوامل مجتمعة دفعت المستثمرين إلى زيادة مراكزهم في الذهب، ما ساهم في استمرار ارتفاعه إلى مستويات تاريخية جديدة.

توقعات اقتصادية تدعم استمرار الصعود

يترقب المستثمرون قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، حيث تشير التوقعات إلى احتمال خفضها بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر المقبلين. هذا الاتجاه نحو التيسير النقدي من شأنه أن يمنح الذهب دفعة إضافية على المدى المتوسط.

ومع ذلك يرى محللون أن الارتفاع السريع في الأسعار قد يؤدي إلى تراجعات مؤقتة على المدى القصير بفعل عمليات جني الأرباح. لكن التوجه العام يبقى صعوديًا، إذ يتوقع الخبراء أن تشهد أسعار الذهب طفرة قوية خلال العامين القادمين مدفوعة بالضغوط التضخمية وتزايد المخاطر الجيوسياسية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *