مدغشقر تشتعل.. الجيش يسيطر والمعارضة تدعو لانتخابات خلال 60 يومًا

الأزمة السياسية في مدغشقر تتعمق وسط دعوات لإجراء انتخابات عاجلة

تشهد مدغشقر اضطرابات سياسية متصاعدة بعد إعلان وحدة النخبة في الجيش سيطرتها على الحكم.

جاء ذلك عقب تصويت الجمعية الوطنية على عزل الرئيس أندري راجولينا، الذي وصف ما حدث بأنه محاولة انقلاب وأكد استمراره في منصبه.

في المقابل، أعلن الكولونيل مايكل راندريانيرينا نفسه حاكمًا عسكريًا، موضحًا أن المرحلة الانتقالية ستستمر عامين على الأكثر.

وأشار إلى أن هذه الفترة ستتضمن استفتاءً على دستور جديد يعقبه تنظيم انتخابات لتشكيل مؤسسات الدولة تدريجيًا.

اضطرابات سياسية في مدغشقر بعد استيلاء الجيش على الحكم

واصل القادة العسكريون في مدغشقر خطواتهم بتعليق عمل عدد من المؤسسات، منها مجلس الشيوخ والهيئة الانتخابية والمحكمة الدستورية العليا.

وفي المقابل، دعت المحكمة الدستورية العليا إلى إجراء انتخابات خلال 60 يومًا، التزامًا بالدستور الذي يحدد المدة بين 60 و90 يومًا بعد حل الجمعية الوطنية.

 الرئاسة ترفض الانقلاب وتؤكد بقاء راجولينا في الحكم

نددت رئاسة مدغشقر بتحركات الجيش، ووصفت وجود القوات أمام القصر الرئاسي بأنه محاولة انقلاب واضحة.

وأكدت في بيان رسمي أن الرئيس راجولينا ما زال في منصبه، ويواصل مهامه لضمان استقرار البلاد والنظام الدستوري.

كان الرئيس قد أصدر مرسومًا بحل الجمعية الوطنية، مؤكدًا أن تصويت البرلمان على عزله يفتقر لأي أساس قانوني.

اقرأ أيضاً: زلزال إثيوبيا يثير مخاوف من نشاط بركاني متصاعد

 راجولينا يحل الجمعية الوطنية ويؤكد تمسكه بالدستور

أصدر راجولينا مرسومًا عبر صفحة الرئاسة على فيسبوك أعلن فيه حل الجمعية الوطنية وفق المادة 60 من الدستور.

وأوضح لاحقًا أن القرار جاء “لإعادة النظام وتعزيز الديمقراطية في مدغشقر”، مشددًا على احترام الدستور ورفضه الاستقالة رغم تصاعد التوتر.

جدير بالذكر  أن الرئيس الذي فاز بالانتخابات في 2018 و2023 يواجه أزمة سياسية متصاعدة بعد تحرك البرلمان لتنحيته بدعوى العجز المؤقت، وهي خطوة تتطلب أغلبية الثلثين.

المعارضة في مدغشقر تتحرك لعزل الرئيس بعد مغادرته البلاد

أعلن نواب المعارضة في مدغشقر أنهم جمعوا التوقيعات اللازمة لعقد جلسة استثنائية للتصويت على عزل الرئيس.

وأوضحوا أن قرارهم جاء بسبب شغور في السلطة، بعد مغادرة راجولينا البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية، بحسب إذاعة فرنسا الدولية.

انقسام الجيش في مدغشقر وانضمام وحدات عسكرية إلى المحتجين

شهدت مدغشقر تطورًا مفصليًا بعدما أعلنت وحدة “كابسات” في الجيش، التي ساهمت عام 2009 في وصول راجولينا إلى الحكم، انضمامها إلى المحتجين.

وطالبت الوحدة قوات الأمن بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، بينما التحقت قوات الدرك ومعظم وحدات الجيش بالاحتجاجات في العاصمة أنتاناناريفو.

تصاعد الغضب الشعبي في مدغشقر وسط سقوط قتلى واتهامات لفرنسا

قالت الأمم المتحدة إن المظاهرات في مدغشقر أدت إلى مقتل أكثر من 22 شخصًا وإصابة نحو 100 خلال الأيام الأولى للاحتجاجات.

وكانت العاصمة أنتاناناريفو شهدت توافد آلاف المتظاهرين من حركة جيل زد، إلى جانب موظفين حكوميين ونقابيين في إضرابات واسعة.

وانتشرت شعارات مناهضة لفرنسا في الشوارع، تعبيرًا عن الغضب الشعبي المتزايد، في حين يعيش نحو 80% من السكان تحت خط الفقر المحدد من البنك الدولي، مما يزيد من تعقيد الأزمة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *