صناعة الحديد بالمملكة بين الحاضر والمستقبل وفق توقعات وزير الصناعة
أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن المملكة العربية السعودية تستهدف زيادة إنتاجها من الحديد ليصل إلى 25 مليون طن بحلول عام 2035. هذه الخطوة تأتي في إطار خطة طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز الصناعات الوطنية وتحقيق اكتفاء ذاتي كبير في قطاع الحديد، الذي يعد أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني.
وأضاف الخريف أن المملكة تتبنى رؤية طموحة لتحويل هذا القطاع إلى قوة تصديرية، تساهم بشكل كبير في دعم الناتج المحلي غير النفطي وتوسيع قاعدة الصادرات الوطنية، بما يعزز مكانة السعودية كلاعب إقليمي وعالمي في سوق الحديد والصلب.
استراتيجية التصدير وتعزيز الاقتصاد غير النفطي
أوضح الخريف أن المملكة لا تنظر إلى الحديد والصلب كمنتجات محلية فحسب، بل كأدوات استراتيجية لدعم الاقتصاد غير النفطي، مشيراً إلى أن 50% من الناتج المحلي غير النفطي مستهدف أن يكون من الصادرات.
هذا التوجه يعكس رغبة المملكة في تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للعوائد، كما يفتح المجال أمام المستثمرين المحليين والدوليين للاستفادة من فرص التصدير الواعدة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
ويعد هذا التوجه جزءاً من استراتيجية أكبر تشمل دعم الصناعات التحويلية، وتعزيز الابتكار والتقنيات الحديثة في صناعة الحديد والصلب، ما يسهم في رفع جودة المنتجات السعودية ويجعلها منافسة عالمياً.
السعودية كمحطة استراتيجية لصناعة الحديد والصلب
في كلمته خلال افتتاح المؤتمر السعودي الدولي الثالث للحديد والصلب، وصف وزير الصناعة السعودية المملكة بأنها محطة استراتيجية رئيسية لصناعة الحديد والصلب في المنطقة، مستنداً إلى موقعها الجغرافي المتميز ووجود بنية تحتية صناعية متقدمة.
وأكد الخريف أن الحكومة تعمل على خلق بيئة استثمارية جاذبة، تتضمن تسهيلات حكومية وحوافز للشركات المحلية والعالمية، مما يساهم في زيادة الإنتاج وتطوير سلسلة القيمة الصناعية بالكامل من التعدين إلى التصنيع والتصدير.
التعاون السعودي-المصري في قطاع الحديد
وأشار الوزير إلى أن المملكة تتابع عن كثب مستقبل الطلب الإقليمي على الحديد والصلب بالتعاون مع الجانب المصري، مؤكداً أن العلاقات الصناعية بين البلدين تمثل جسراً لتبادل الخبرات والفرص الاستثمارية، خاصة في ظل النمو المتزايد في مشاريع البنية التحتية والمشاريع الكبرى في المنطقة.
هذا التعاون يعكس استراتيجية المملكة للتوسع في الأسواق الإقليمية، وضمان توازن العرض والطلب في قطاع الحديد والصلب، بما يحقق الاستدامة الصناعية ويعزز مكانة المملكة كقوة صناعية في المنطقة.