مصر الرقمية: الحكومة تطلق حلولاً رقمية مبتكرة لخدمات “التصديق” بوزارة الخارجية

القاهرة – في خطوة استراتيجية تهدف إلى إنهاء معاناة المواطنين وتكدسهم أمام مكاتب التصديقات، أعلنت الحكومة المصرية عن حزمة من الإجراءات والآليات الجديدة التي من شأنها تيسير وتسريع خدمات التصديق على المحررات والمستندات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية. وتأتي هذه الخطوة استجابةً للزيادة المتنامية في الطلب على هذه الخدمة الحيوية، وتوظيفاً للبنية التحتية الرقمية المتطورة التي أرستها الدولة ضمن رؤيتها الشاملة للتحول الرقمي.
وترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً مهماً بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، خُصص لمناقشة واستعراض سبل تجاوز التحديات التي تواجه المواطنين في الحصول على خدمة التصديق. وحضر الاجتماع كل من الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسفير ياسر رضا، مساعد وزير الخارجية للشؤون المالية والإدارية، والسفير حداد الجوهري، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، والمهندس محمود بدوي، مساعد وزير الاتصالات للتحول الرقمي، مما يعكس حجم الاهتمام الحكومي بإيجاد حلول جذرية وفعالة لهذه المسألة.
جذور المشكلة وتصاعد الطلب
أشار رئيس الوزراء في مستهل الاجتماع إلى أن الفترة الأخيرة قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً ومتزايداً في أعداد المواطنين الراغبين في التصديق على مستنداتهم، الأمر الذي أدى إلى ازدحام نسبي وضغط كبير على مكاتب التصديقات التابعة لوزارة الخارجية في مختلف أنحاء الجمهورية. وأكد مدبولي أن الحكومة، إدراكاً منها لهذا الوضع، سارعت بالبحث عن حلول مبتكرة وغير تقليدية لتلبية هذا الطلب المتزايد بكفاءة وسرعة، معتمدة في ذلك على الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في قطاع التحول الرقمي على مدى السنوات الماضية.
حلول أولية وشراكات استراتيجية
أوضح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن أولى خطوات مواجهة هذا التحدي تمثلت في إبرام وزارة الخارجية بروتوكول تعاون استراتيجي مع الهيئة القومية للبريد ومراكز تكنولوجيا المعلومات التابعة لوزارة التخطيط. وبموجب هذا البروتوكول، تحولت هذه الكيانات إلى منافذ وسيطة، حيث تقوم باستقبال المحررات والوثائق من المواطنين في شبكة واسعة من المكاتب المنتشرة على مستوى الجمهورية، ومن ثم تتولى إرسالها إلى إدارة التصديقات المركزية بوزارة الخارجية لإتمام الإجراءات اللازمة، قبل أن يتم تسليمها مرة أخرى للمواطنين عبر نفس المنافذ.
وأضاف الحمصاني أن هذه الشراكة، التي شملت تدريب ممثلي هيئة البريد على آليات ومتطلبات استيفاء المستندات، قد أسهمت بالفعل في تخفيف حدة الازدحام بشكل نسبي. إلا أنه ومع استمرار تزايد الطلب، بات من الضروري البحث عن حلول أكثر شمولاً واستدامة، وهو ما دفع الحكومة إلى الانتقال نحو مرحلة جديدة من الحلول الرقمية المتكاملة.
“مصر الرقمية”: نافذة جديدة لخدمات التصديق
كان الإعلان الأبرز الذي تمخض عنه الاجتماع هو دمج خدمة التصديق على المحررات ضمن باقة الخدمات المقدمة عبر منصة “مصر الرقمية”، وذلك بالتعاون الوثيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في طريقة تقديم الخدمة، حيث تتيح للمواطن إمكانية إنجاز معاملاته دون الحاجة إلى الحضور الفعلي لمقار المكاتب المزدحمة.
وفي هذا السياق، استعرض الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، الآليات التقنية لتطبيق هذه الخدمة، موضحاً أنها ستكون متاحة للمواطنين عبر خيارين رئيسيين لضمان المرونة وتلبية مختلف الاحتياجات:
- الطلب الإلكتروني المتكامل: يتيح هذا الخيار للمواطن الدخول إلى منصة “مصر الرقمية”، واختيار خاصية “طلب التصديق على المحرر”. ومن خلال هذه الخدمة، يتم تقديم الطلب إلكترونياً، ثم تقوم هيئة البريد باستلام المستندات من المواطن وتسليمها إلى وزارة الخارجية، وبعد إتمام عملية التصديق، يعاد تسليم المحرر المصدق عليه إلى المواطن في محل إقامته، مما يوفر عليه الوقت والجهد بشكل كامل.
- حجز المواعيد المسبقة: أما الخيار الثاني، فيتمثل في إمكانية الدخول إلى المنصة لحجز موعد محدد ومسبق في أحد مكاتب التصديقات التابعة لوزارة الخارجية. هذا الخيار يضمن للمواطن الحصول على الخدمة في وقت معلوم دون الحاجة للانتظار في طوابير طويلة، مما يساهم في تنظيم العمل داخل المكاتب ورفع كفاءة الأداء.
تنسيق حكومي وحملة توعوية
من جانبه، أكد السفير ياسر رضا على وجود توافق وتنسيق كامل بين وزارتي الخارجية والاتصالات حول جميع الآليات المقترحة، مشيراً إلى أن الهدف الأسمى هو تيسير حصول المواطنين على الخدمات الحكومية بأعلى جودة ممكنة. وشدد على أهمية توسيع نطاق تقديم الخدمة من خلال مكاتب البريد المنتشرة في كافة ربوع مصر، والتي يتجاوز عددها 4000 مكتب، بما في ذلك المناطق النائية. وكشف رضا عن أنه سيتم إطلاق حملة ترويجية وإعلامية موسعة لإعلام المواطنين بتوافر هذه الخدمات الجديدة وآليات الاستفادة منها.
بدوره، شرح السفير حداد الجوهري آليات العمل المقترحة في المكاتب المختلفة، مؤكداً أن جهود التعاون مع وزارة الاتصالات، سواء عبر منصة “مصر الرقمية” أو من خلال مكاتب البريد، تضمن تحسين مستوى الخدمة وتبسيط الإجراءات بشكل كبير، بما يتماشى مع التوجه العام للدولة نحو التحول الرقمي وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.
تعرف على: مباراة السعودية واليمن