نتنياهو يروج للأوهام بينما حماس تتمسك بموقفها الراسخ

ازدواجية الخطاب السياسي لنتنياهو وتأثيرها على إسرائيل

تسلط مراسلة سياسية الضوء على خطر السلوك السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي يتضمن تقديم روايات متناقضة للإدارة الأميركية والجمهور الإسرائيلي. حيث يروج نتنياهو للرئيس الأميركي صورة مثالية عن انتصار حاسم وسقوط وشيك لحركة حماس، بينما يعكس للجمهور المحلي مشهداً مغايراً يتحدث فيه عن تفكيك كامل للحركة من دون أي تنازلات أو اتفاقات.

تناقضات في السياسة الإسرائيلية

تشير التحليلات إلى أن نتنياهو يقوم بتسويق “وضع مثالي” يجذب انتباه الإدارة الأميركية، وسط تجاهل للحقائق العسكرية والسياسية التي قد تؤدي إلى تآكل صورة إسرائيل على الساحة الدولية. ووفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فقد تستغرق العمليات العسكرية أكثر من ثمانية أشهر، مع احتمالية كبيرة لتداعيات كارثية، وهو ما يعكس فجوة كبيرة بين وعود نتنياهو والواقع.

بالإضافة إلى ذلك، تعامل ترامب في البداية مع الصراع كما لو كان قصة فيلم عن “الأخيار” و”الأشرار”، بينما بدأت الظروف الميدانية تبين له حدود القدرات الإسرائيلية. وقد عكس نتنياهو ضغوطاً متزايدة عبر تقديم روايات مزدوجة للجمهور الإسرائيلي، بينما يبعث برسائل وسيطة تؤكد استعداد إسرائيل للتفاوض على صفقات جزئية بشأن الأسرى.

هذه الاستراتيجية تمنحه القابلية للمناورة وتأجيل اتخاذ القرارات الحاسمة، رغم أن الجيش الإسرائيلي يواجه قيوداً في المعدات والموارد، وحركة حماس لا تزال بعيدة عن الاستسلام.

تستمر المشاهد القاتمة من غزة بتعزيز العزلة السياسية لإسرائيل، حيث يتعامل الغرب مع الكارثة الإنسانية الناجمة عن النزاع. وقد حذر وزير الخارجية من أن استمرار الاحتلال سيؤدي إلى نتائج كارثية أكثر مما يمكن لإسرائيل تحمله. وفي ظل مساعي نتنياهو الحثيثة للأداء في إطار حل الصراع مع حماس، يتزايد التوتر مع إيران، وهو ما قد يتطلب إعادة توجيه الموارد العسكرية وتوزيع القوات.

في ضوء تلك التصريحات، يبدو أن خطط نتنياهو لخفض التوتر مع الإدارة الأميركية عبر وعد “بنجاح قريب في غزة” لا تتجاوز كونها تصريحات تهدف إلى التخفيف من الضغوطات الحالية. فهو يمتلك شكلاً من الخطاب يمثل أي سيناريو مستقبلي، سواء عبر الاتقاق على جزئية أو غيرها.

في الختام، تكشف هذه الديناميكيات الطابع المتناقض لاستجابة نتنياهو، حيث يتضح أن المشكلة كامنة في صورة غير واقعية يتم عرضها، بينما تتواصل الانزلاقات إلى تصعيد النزاعات في وقت يتسم العالم بأسره بالقلق.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *