“ميت على الورق”: كيف أوقع فيديو مفبرك الفنان محمد فاروق “شيبا” في قبضة الأمن؟

في واقعة أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على الفنان محمد فاروق، الشهير بـ “سيد شيبا”، بعد نشره مقطع فيديو مفبركاً ادعى فيه أنه مُسجل كمتوفى في السجلات الرسمية. الحادثة التي بدأت كمحاولة لجذب المشاهدات، سرعان ما تحولت إلى تحقيق رسمي باشرته النيابة العامة، وتدخلت على إثره نقابة المهن التمثيلية.
بداية الأزمة: فيديو “ميت على الورق” يهز مواقع التواصل
بدأت القصة عندما نشر الفنان محمد فاروق “شيبا” مقطع فيديو عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. ظهر فيه وهو يروي تجربة غريبة، زاعماً أنه أثناء توجهه للسجل المدني لتجديد بطاقته الشخصية، فوجئ بأنه مُسجل رسمياً كـ “متوفى” منذ ثلاثة أشهر، وعليه غرامة مالية مترتبة على ذلك.
الفيديو انتشر كالنار في الهشيم، محدثاً حالة من الجدل بين المتابعين الذين تفاعلوا مع القصة بين مصدق ومتعاطف ومتسائل عن حقيقة الأمر. ولم يدرك الكثيرون أنهم أمام مشهد تمثيلي مُعد مسبقاً بهدف وحيد، وهو تحقيق “التريند”.
تحرك أمني سريع وبيان وزارة الداخلية
لم يمر الفيديو مرور الكرام على الأجهزة الأمنية التي رصدت المقطع المتداول وبدأت في فحصه. أصدرت وزارة الداخلية بياناً رسمياً كشفت فيه حقيقة الادعاءات، مؤكدة أنها عارية تماماً من الصحة.
وأوضح البيان أن التحريات قادت إلى ضبط ناشر الفيديو، وهو الفنان محمد فاروق نفسه، المقيم بدائرة قسم شرطة العجوزة بالجيزة. وبمواجهته، أفاد بأن المقطع “تمثيلي” وأنه مجرد محاكاة صوتية لمقطع فيديو آخر كان قد انتشر في وقت سابق، وأن الدافع وراء نشره كان تحقيق نسب مشاهدة عالية.
كشف الكواليس: تفاصيل الفبركة وشخصية ثانية في القضية
لم تتوقف التحقيقات عند “شيبا” وحده، بل تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية الشخص الذي قام بتصوير الفيديو الأصلي الذي استُخدم صوته في المقطع المفبرك. وأوضحت التحقيقات أن هذا الشخص، المقيم بدائرة قسم شرطة الظاهر بالقاهرة، قد أقر بأنه صور المقطع الأصلي خلال عام 2024 ونشره على حسابه الشخصي على سبيل المزاح.
هذا الكشف أضاف بعداً آخر للقضية، مبرزاً كيف يمكن لمحتوى قديم أن يُعاد تدويره واستخدامه بشكل مضلل، مما يؤدي إلى عواقب قانونية وخيمة لم تكن في الحسبان.
نقابة المهن التمثيلية تدخل على الخط
فور انتشار خبر القبض على الفنان محمد فاروق، تحركت نقابة المهن التمثيلية سريعاً. وأعلن الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن تكليف المستشار القانوني للنقابة، المحامي شعبان سعيد، بمتابعة التحقيقات وتقديم الدعم القانوني اللازم لـ”شيبا”.
يأتي تدخل النقابة في إطار دورها المعتاد في دعم أعضائها خلال الأزمات القانونية، مع التأكيد على ضرورة التزام الفنانين بالمسؤولية المجتمعية فيما يقدمونه من محتوى.
جدل حول الإفراج والوضع القانوني
وسط التحقيقات، ترددت أنباء عن الإفراج عن الفنان محمد فاروق، خاصة بعد أن نشر صديقه الفنان حمادة صميدة صورة تجمعهما. إلا أن جهات التحقيق قررت لاحقاً إخلاء سبيل الفنان “شيبا” بعد انتهاء التحقيق معه في واقعة نشر أخبار كاذبة.
هذه الحادثة تسلط الضوء على المخاطر القانونية المترتبة على نشر محتوى غير دقيق أو مفبرك. وينص القانون المصري على عقوبات لمثل هذه الجرائم، حيث تحدد المادة 188 من قانون العقوبات عقوبة الحبس مدة قد تصل إلى سنة وغرامة تصل إلى 20 ألف جنيه لكل من نشر بسوء قصد أخباراً أو إشاعات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس. كما تشدد قوانين أخرى العقوبات في حال كان النشر يضر بالمصالح القومية للبلاد.
وتُعد قضية “شيبا” جرس إنذار لكل صانعي المحتوى والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، لتؤكد مجدداً أن السعي وراء “التريند” يجب ألا يتعارض مع القوانين وأخلاقيات المجتمع، وأن الفارق بين المزاح والجريمة قد يكون مجرد “فيديو”.
تعرف على: أسعار الذهب اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 في مصر.. تحديث لحظة بلحظة