قفزة الفراعنة المنتظرة: كيف يعزز فوز إثيوبيا ونقطة بوركينا ترتيب مصر في تصنيف الفيفا؟

يعيش الشارع الكروي المصري حالة من الترقب والآمال المعقودة على تحقيق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم قفزة جديدة في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، والذي من المقرر أن يصدر في 18 سبتمبر الجاري. تأتي هذه التوقعات الإيجابية في أعقاب الأداء المتميز للفراعنة خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، والتي شهدت تحقيق نتائج حاسمة عززت من صدارة الفريق لمجموعته وأبقت على سجله خاليًا من الهزائم.
حصاد إيجابي يقرب الفراعنة من حلم المونديال
تحت قيادة المدير الفني حسام حسن، خاض منتخب مصر مواجهتين هامتين في تصفيات كأس العالم، استطاع من خلالهما حصد أربع نقاط ثمينة. البداية كانت مع انتصار مستحق على منتخب إثيوبيا بهدفين دون رد في القاهرة، في مباراة شهدت سيطرة مصرية وأداءً جيدًا قرب الفريق خطوة كبيرة من التأهل. وعقب ذلك، شد الفراعنة الرحال لمواجهة منافسهم المباشر، منتخب بوركينا فاسو، في العاصمة واجادوجو، في لقاء اتسم بالصعوبة والندية.
ورغم الغيابات التي عانى منها الفريق، نجح المنتخب المصري في العودة بنقطة التعادل السلبي (0-0)، وهي نتيجة تعتبر إيجابية بكل المقاييس كونها من خارج الديار وأمام خصم عنيد، لتحافظ على فارق النقاط المريح في صدارة المجموعة. وبهذه النتائج، وصل رصيد مصر إلى 20 نقطة في صدارة المجموعة الأولى، بفارق 5 نقاط عن بوركينا فاسو صاحبة المركز الثاني، ليصبح حلم التأهل للمونديال أقرب من أي وقت مضى.
حسابات النقاط.. مكسب وخسارة طفيفة
تخضع عملية حساب نقاط تصنيف الفيفا لمعايير دقيقة تعتمد على نتيجة المباراة وأهميتها وقوة الخصم. وبالنظر إلى مسيرة المنتخب الأخيرة، فإن النتائج كان لها تأثير متباين على رصيده من النقاط. قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو، كان المنتخب يمتلك في رصيده حوالي 1518.79 نقطة.
الفوز على منتخب إثيوبيا، المصنف في مركز أدنى، منح مصر عددًا من النقاط الإيجابية. حيث وصل رصيد الفراعنة بعد هذا الفوز إلى 1527.02 نقطة، ليحتلوا المركز 34 عالميًا في تصنيف شهر سبتمبر. أما التعادل خارج الديار مع بوركينا فاسو، فقد أدى إلى خصم طفيف من النقاط يقدر بحوالي 3.33 نقطة، وهو أمر طبيعي في نظام التصنيف عند التعادل مع فريق أقل في الترتيب. ومع ذلك، فإن هذه الخسارة الطفيفة في النقاط قد يعوضها الأداء العام واستقرار الفريق، بالإضافة إلى نتائج المنتخبات الأخرى المنافسة في التصنيف.
قفزة متوقعة وترتيب مُحسن
على الرغم من خصم النقاط الطفيف بعد التعادل مع بوركينا فاسو، فإن المحصلة النهائية لفترة التوقف الدولي تعتبر إيجابية. الفوز على إثيوبيا كان له أثر إيجابي، والتعادل خارج الأرض حافظ على استقرار الفريق في مسيرته نحو المونديال. يتوقع الخبراء أن تساهم هذه النتائج في تحسين ترتيب منتخب مصر أو على الأقل الحفاظ على مركزه المتقدم ضمن أفضل 35 منتخبًا على مستوى العالم.
القفزة المنتظرة في التصنيف لا تعتمد فقط على نتائج الفراعنة، بل ترتبط أيضًا بنتائج المنتخبات التي تسبقهم وتليهم في الترتيب مباشرة. أي تعثر للمنافسين سيصب في مصلحة الفريق المصري، مما قد يدفعه للتقدم مركزًا أو أكثر في التصنيف العالمي الجديد، ليواصل بذلك رحلة التقدم التي شهدها في التصنيفات الأخيرة.
الهدف الأسمى.. التأهل لكأس العالم
في نهاية المطاف، يبقى التقدم في تصنيف الفيفا مؤشرًا هامًا على تطور مستوى المنتخب، إلا أن الهدف الأسمى الذي يتفق عليه الجهاز الفني واللاعبون والجماهير هو حسم بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026. يحتاج منتخب مصر إلى نقطتين فقط من المباراتين المتبقيتين لضمان التأهل رسميًا دون النظر لنتائج المنافسين. إن الأداء الرجولي والنتائج الإيجابية الأخيرة، خاصة نقطة بوركينا فاسو، قد وضعت قدمًا للفراعنة في المونديال، وهو الإنجاز الأهم الذي ينتظره عشاق كرة القدم المصرية بشغف كبير.