بقعة وردية غامضة في سماء السعودية تثير القلق: تفاصيل مصدرها وعلاقتها بصواريخ فالكون

أثارت البقعة الوردية التي ظهرت في سماء بعض مناطق المملكة العربية السعودية فضول الأهالي ودفعتهم للتساؤل، حيث تداولت صور ومقاطع فيديو لهذا المشهد بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.

بقعة وردية في سماء السعودية تثير الفضول

بينما اعتقد البعض أنها ظاهرة فلكية نادرة، أو حدث طبيعي غريب، جاءت التوضيحات العلمية لتفسير هذا المشهد المثير. توضح جمعية “مدار الفلك” في جازان أن هذه البقعة الوردية ليست ناتجة عن أي ظواهر جوية أو كونية غير مألوفة، بل هي نتيجة لإطلاق صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس”، المخصص لنقل أقمار “ستارلينك” للجوالات الاتصالات إلى الفضاء.

الصاروخ، أثناء رحلته، يقوم بإطلاق بخار الوقود في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وعندما ينعكس ضوء الشمس على هذا البخار، يتشكل مشهد بصري مدهش يظهر كسحابة مضيئة بألوان تتراوح بين الأبيض والوردي والأرجواني.

السبب وراء الظاهرة البصرية

الظاهرة مرتبطة بطريقة تشغيل الصاروخ عند الإطلاق:

  • انبعاث بخار الوقود: تطلق محركات الصاروخ كميات ضخمة من البخار والغازات.
  • انعكاس أشعة الشمس: عندما تصطدم الأشعة بجزيئات الوقود في الغلاف الجوي العلوي، تنعكس بألوان متنوعة تعتمد على الزاوية والوقت.
  • أوقات الظهور: تكون المشاهد أوضح بعد غروب الشمس مباشرة أو قبل شروقها، حينما يكون الصاروخ في طبقات عالية ما زالت مضاءة بأشعة الشمس بينما تكون الأرض مظلمة نسبياً.

تأثير انفصال مراحل الصاروخ

من أكثر الأمور إثارة للدهشة في هذه الظاهرة هو لحظة انفصال مراحل الصاروخ:

  • هذا الانفصال يؤدي إلى نشوء ما يشبه فقاعة ضوئية أو هالة سماوية.
  • تتحرك هذه الهالة ببطء عبر السماء، مما يجعلها لافتة للنظر وتثير دهشة المشاهدين.
  • شبه البعض هذا المشهد بـ”نافذة سماوية” أو “شعاع غامض” نظراً لطبيعته غير المعتادة.

انعكاس علمي وتوعوي

على الرغم من أن الظاهرة أثارت استغراب البعض وربما خوفاً لدى آخرين، إلا أن التفسير العلمي يؤكد أنها حدث طبيعي اعتيادي ناتج عن الأنشطة الفضائية المتزايدة في العالم.

  • مثل هذه المشاهد تعكس التوسع الكبير في مجال الفضاء والاتصالات.
  • إطلاق أقمار “ستارلينك” يهدف إلى تحسين خدمات الإنترنت العالمية عبر شبكة أقمار صناعية متطورة.
  • من المتوقع أن تظهر هذه الظواهر مجدداً في سماء المنطقة مع زيادة عمليات الإطلاق.

إن البقعة الوردية التي أضاءت سماء المملكة لم تكن سوى تجسيد رائع لنشاط بشري تقني في الفضاء، وليست ظاهرة غامضة أو مقلقة، فهي نتيجة مباشرة لتفاعل أشعة الشمس مع بخار الوقود المنبعث من صاروخ “فالكون 9” خلال مهمته لإطلاق أقمار “ستارلينك”. تعتبر هذه المشاهد، على غرابتها وجمالها، تذكيراً بأن العالم يدخل عصر الفضاء بخطوات متسارعة، وما نشهده في سمائنا اليوم هو جزء من مستقبل يعتمد على التكنولوجيا والابتكار في خدمة الإنسانية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *