“سدايا” و”التعليم” يعلنان عن “برنامج سري” لتشكيل مستقبل المملكة.. هل تمتلك المؤهلات للانضمام إلى “نخبة المستقبل”؟


برنامج الابتعاث لدراسة الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات

دعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، بالتعاون مع وزارة التعليم، الطلبة السعوديين للتسجيل في برنامج الابتعاث المخصص لدراسة تخصصات علوم البيانات والذكاء الاصطناعي في أفضل الجامعات العالمية. يستهدف البرنامج توفير فرص تعليمية تتضمن درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.

الاستثمار في العقول السعودية

يؤكد هذا البرنامج التزام المملكة بالاستثمار في تطوير المهارات والمعارف اللازمة لدى الشباب، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد مبني على المعرفة والتقنية. تركيز المبادرة يكون على توفير تعليم متميز للطلاب عبر الدراسة مع خبراء وأساتذة متخصصين، مما يسهم في بناء قاعدة بشرية وطنية مؤهلة تقود التحول الرقمي في المملكة.

وضحت “سدايا” أن البرنامج يشمل ليس فقط الابتعاث ولكن أيضًا مجموعة متكاملة من الخدمات التي تساعد الطلاب على الاستفادة القصوى من تجاربهم التعليمية والبحثية بالخارج. تشمل هذه الخدمات إنشاء رابطة لمبتعثي البرنامج لتعزيز التواصل بينهم، بالإضافة إلى ورش عمل إرشادية تساعدهم على التغلب على التحديات الأكاديمية والحياتية.

الدعم للطلبة يمتد أيضًا إلى الجانب البحثي، حيث يتم تشكيل مجموعات بحثية متخصصة لتوصيل الطلاب بأبرز العلماء في مجالات الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تحسين جودة الإنتاج العلمي في المملكة. وعلاوة على ذلك، يُتاح للطلاب فرص للمشاركة في تطوير الحلول التقنية التي تعمل عليها “سدايا” مع شركائها، مما يربط بين المعرفة الأكاديمية والتطبيقات العملية.

يُعبر إطلاق هذا البرنامج عن وعي المملكة بأهمية تخصصات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، التي تُعتبر عناصر رئيسية في المستقبل الرقمي، خاصة في ظل التنافس العالمي المتزايد في هذه المجالات. يأتي هذا التعاون كجزء من مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين “سدايا” ووزارة التعليم خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في سبتمبر الماضي.

كان التوقيع خطوة استراتيجية تهدف إلى توحيد الجهود الوطنية لتمكين الكفاءات السعودية من اكتساب المعرفة العالمية في هذا المجال الحيوي. وقد وقع المذكرة وزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان ورئيس هيئة “سدايا”، الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، تأكيدًا على التزام الطرفين ببناء قدرات وطنية نوعية.

يعتبر البرنامج استجابة مباشرة لتوجهات القيادة لتعزيز التعليم النوعي ودعم الابتكار التقني، مما يُسهم في تأهيل جيل قادر على المنافسة العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. يتماشى ذلك مع جهود المملكة في مختلف القطاعات لزيادة الاعتماد على الحلول الرقمية وتطوير بيئة اقتصادية قائمة على البيانات والمعرفة.

ويرى الخبراء أن هذه الخطوة ستساهم في تخريج جيل من الباحثين والمطورين السعوديين القادرين على قيادة مشاريع كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، مما سيسهم أيضًا في إثراء السوق المحلي بالخبرات المؤهلة. من المتوقع أن تدعم الكفاءات التي سيخرجها هذا البرنامج المشاريع الوطنية الكبرى التي تتطلب حلولًا متقدمة في مجالات مثل تحليل البيانات والأتمتة والتعلم الآلي.

سيكون التسجيل في البرنامج متاحًا عبر البوابة الإلكترونية لهيئة “سدايا”، حيث يمكن للطلاب المهتمين الاطلاع على التفاصيل والشروط والمراحل بسهولة. بفضل هذا البرنامج، تواصل المملكة تعزيز موقعها كوجهة رائدة في الاستثمار بالتقنية والمعرفة، مستندة إلى رؤيتها الطموحة وإمكاناتها البشرية المتجددة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *