
شهدت باكستان وإسبانيا خلال الأيام الأخيرة موجات من الكوارث الطبيعية المتلاحقة، إذ ارتفعت حصيلة قتلى الأمطار الموسمية الغزيرة في باكستان إلى نحو 400 شخص خلال خمسة أيام، بينما تواجه إسبانيا واحدة من أشد أزمات الصيف على الإطلاق مع استمرار حرائق الغابات، ما دفع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز للتحذير من «ساعات عصيبة».
ففي باكستان، تسببت الأمطار الغزيرة في شمال البلاد بفيضانات وانزلاقات للتربة جرفت قرى بأكملها، ما أدى إلى فقدان العشرات من السكان تحت الركام.
وأفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث أن 356 شخصاً لقوا حتفهم في إقليم خيبر-باختونخوا الجبلي منذ الخميس، بينما قضى العشرات في المناطق المحيطة، ليصل عدد الضحايا خلال الأيام الخمسة الأخيرة إلى نحو 400 شخص. واستؤنفت عمليات البحث عن ناجين وسط أنقاض القرى، وسط صعوبة وصول فرق الإنقاذ، بسبب تضرر الطرق وشبكات الهاتف.
وقال السكان المتضررون إن الفيضانات حصلت فجأة، حيث تحولت القرى إلى أنقاض خلال دقائق، فيما يواصل المسؤولون تحذير السكان من فيضانات محتملة في المدن الساحلية لإقليم السند، بما في ذلك كراتشي، نتيجة ضعف البنية التحتية. وفي إقليم بلوشستان المجاور، هطلت الأمطار في 15 منطقة، وأُغلق الطريق السريع الرابط بالسند أمام المركبات الثقيلة، مع تسجيل أضرار في 40 إلى 50 منزلاً.
ويعد هذا الموسم الماطر أحد أخطر مواسم الأمطار في باكستان، حيث تكثر الانزلاقات الأرضية والفيضانات المفاجئة، فيما تشير السلطات إلى تأثير التغير المناخي في زيادة شدة الكوارث الجوية.
من جهة أخرى، تواجه إسبانيا موجة حرائق ضخمة رغم بدء انحسار موجة الحر الشديد التي أودت بحياة أكثر من 1100 شخص خلال 16 يوماً. وحذّر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز من «ساعات عصيبة»، مشدداً على أن البلاد ما زالت أمام لحظات حرجة بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة واشتداد الرياح في بعض الأقاليم. ودعا سانشيز إلى وضع «ميثاق وطني لمواجهة حالة الطوارئ المناخية»، مؤكداً تفاقم آثارها في شبه الجزيرة الإيبيرية.
وتركزت الحرائق في غاليثيا، قشتالة وليون، وإكستريمادورا، حيث أتت على عشرات آلاف الهكتارات منذ بداية الصيف، وأجبرت السلطات على إجلاء آلاف السكان وإغلاق طرق عدة، وتعليق حركة السكك الحديدية بين مدريد وغاليثيا. وأوضح نِكانور سين، ممثل الحكومة في قشتالة وليون، أن انخفاض درجات الحرارة المتوقع بين 10 و12 درجة مئوية وارتفاع الرطوبة سيساعد فرق الإطفاء على السيطرة على النيران، فيما أعرب ألفونسو فرنانديز مانويكو، رئيس المنطقة نفسها، عن تفاؤله بتحسن الوضع، لكنه أكد أن إخماد الحرائق بالكامل سيستغرق أسابيع.
وسجّل معهد كارلوس الثالث لأبحاث الصحة العامة 1149 وفاة مرتبطة بموجة الحر، وفق نظام «مومو» لرصد الوفيات، فيما كان يوليو/تموز الماضي شهد نحو 1060 حالة وفاة بسبب موجة حر مماثلة، بزيادة أكثر من 50% مقارنة بعام 2024. وتستمر فرق الإطفاء، مدعومة بالجيش وإطفائيين أجانب، في مكافحة الحرائق، وسط توقعات بتحسن جزئي مع انخفاض درجات الحرارة وهطول أمطار محدودة، لكن السلطات تحذر من استمرار الساعات العصيبة قبل استقرار الوضع بشكل كامل.
(وكالات)