ترند الصور بالذكاء الاصطناعي والحنين للتسعينات.. كيف جمع بين الخيال والواقع؟
شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة انتشارًا واسعًا لموجة جديدة من الصور التي اجتاحت السوشيال ميديا تحت اسم ترند الصور بالذكاء الاصطناعي، والذي اعتمد على خلفية «ستارة بيضاء» بطابع مستوحى من تسعينات القرن الماضي. هذا الترند لم يكن مجرد موضة رقمية عابرة، بل مزيج فريد جمع بين الحنين إلى الماضي وتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، ما جعله ظاهرة لافتة تستحق التحليل.
الصور التي ظهرت على إنستجرام وتيك توك بدت وكأنها صور قديمة التقطت بكاميرات بولارويد، بفضل الإضاءة القوية والضبابية البسيطة، مما خلق حالة من الحيرة بين الجمهور حول ما إذا كانت حقيقية أم مصنوعة بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ما هو ترند الصور بالذكاء الاصطناعي؟
يرتكز هذا الترند على استخدام أداة متطورة تدعى Nano Banana ضمن منصة Gemini التابعة لجوجل، والتي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإعادة تشكيل الصور. تقوم الأداة بتغيير خلفية الصور لتظهر كأنها ملتقطة في استوديو قديم بخلفية ستارة بيضاء، دون المساس بتفاصيل الوجه أو ملامح الشخص الأصلي.
وبذلك، يتمكن المستخدمون من دمج أنفسهم داخل مشاهد توحي بأنها تنتمي لعصر التسعينات، مع إضافة لمسات سينمائية تجعل الصور نابضة بالحياة وكأنها التُقطت بعدسة كاميرا قديمة.
الحنين للتسعينات وأثره في الترند
يعَد الحنين إلى الماضي، وخاصةً فترة التسعينات، أحد أبرز الأسباب التي دفعت الملايين للتفاعل مع هذا الترند. فقد ارتبطت هذه الحقبة بذكريات عائلية بسيطة واستوديوهات التصوير التقليدية، حيث كانت الصور تُلتقط بخلفيات محايدة وألوان طبيعية.
من خلال الذكاء الاصطناعي، استطاع المستخدمون إعادة إحياء تلك اللحظات، لكن مع إضافة لمسة خيالية، مثل الظهور بجوار مشاهير عالميين أو حتى شخصيات لم يعد لها وجود، وهو ما منح الصور طابعًا مميزًا يمزج بين الخيال والواقع.
كيف يجمع الترند بين الخيال والواقع؟
القوة الحقيقية لهذا الترند تكمن في قدرته على طمس الحدود بين الصورة الحقيقية والصورة المُولدة بالذكاء الاصطناعي.
فالوجه الحقيقي للمستخدم يظل كما هو، بينما يتم تغيير عناصر المشهد المحيطة به، مثل الخلفية، الإضاءة، وزوايا الصورة، بشكل يجعلها أقرب إلى لقطة سينمائية.
هذا المزج أتاح للمستخدمين التعبير عن خيالهم، مثل التواجد في أجواء التسعينات أو التقاط صورة مع شخصية مشهورة، مع الحفاظ على جزء من الواقع وهو ملامحهم الأصلية.
خطوات إنشاء صور ترند الستارة البيضاء
للانضمام إلى هذا الترند، يمكن للمستخدمين اتباع خطوات بسيطة عبر تطبيق Gemini:
- فتح تطبيق Gemini أو النسخة المخصصة عبر الإنترنت.
- اختيار أيقونة الصور من واجهة التطبيق.
- رفع صورة شخصية واضحة عبر علامة «+».
- إدخال البرومبت الجاهز الخاص بخلفية الستارة البيضاء في خانة الوصف.
- الانتظار بضع ثوانٍ حتى يتم توليد الصورة.
- حفظ الصورة النهائية ومشاركتها عبر منصات التواصل مثل إنستجرام أو تيك توك.
البرومبت المثالي لتحقيق النتيجة المرجوة
للحصول على صورة مطابقة للترند، يُفضل استخدام النص التالي باللغة الإنجليزية:
4k Take a photo taken with a polaroid camera. The photo should look like an ordinary photograph, without an explicit subject or property. The photo should have slight blur and consistent light source, like a flash from a dark room, scattered throughout the photo. Don’t change the face, change the background behind those two people with white curtains.
أسباب الانتشار السريع للترند
حقق ترند الصور بالذكاء الاصطناعي هذا الانتشار السريع لعدة عوامل:
- بساطة الفكرة وسهولة تنفيذها لأي شخص يمتلك هاتفًا ذكيًا.
- جاذبية الطابع التسعيني الذي يثير مشاعر الحنين لدى مختلف الأجيال.
- الإبهار البصري الذي يجعل الصور تبدو حقيقية إلى حد كبير.
- تفاعل المؤثرين والمشاهير مع الترند ونشرهم صورهم على إنستجرام وتيك توك.
- إمكانية تخصيص الصور بما يتناسب مع شخصية كل مستخدم، ما عزز رغبة الجميع في التجربة.
تأثير الترند على السوشيال ميديا
أدى انتشار صور الستارة البيضاء إلى رفع معدلات التفاعل على منصات مثل إنستجرام وفيسبوك وتيك توك، حيث امتلأت الصفحات بصور إبداعية جذبت ملايين الإعجابات والتعليقات.
كما أصبح الترند وسيلة للمؤثرين لتعزيز تواجدهم الرقمي، بينما استغل بعض المصممين الفرصة للترويج لخدماتهم في تعديل الصور الاحترافية.
مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمان
رغم الجانب الإبداعي للترند، إلا أن بعض الخبراء حذروا من مخاطر رفع الصور الشخصية على منصات الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أهمية مراجعة سياسات الخصوصية وتجنب مشاركة صور حساسة قد يتم استخدامها في أغراض غير آمنة.