اليونيسف: هروب الأطفال من غزة يُظهر أزمة إنسانية خطيرة
الواقع المأساوي للأطفال في غزة
أفادت مسؤولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأن المخيمات الموجودة في جنوب غزة تشكل بيئة غير آمنة للأطفال، حيث تعاني من الاكتظاظ الشديد وعدم جاهزيتها لاستقبالهم. وأشارت تيس إنجرام، المتحدثة باسم اليونيسف، في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من مخيم المواصي، إلى أن الوضع يعتبر غير إنساني، خاصةً مع توقع معاناة نحو نصف مليون طفل تعرضوا للعنف والصدمات النفسية على مدار أكثر من 700 يوم من الصراع المستمر، حيث يُجبر هؤلاء الأطفال على الفرار من ظروف مروعة لينتهي بهم المطاف في مكان آخر يتسم بالخطر.
طريق نحو المجهول
أعربت إنجرام عن مشاعرها القوية وهي تشاهد أعداداً كبيرة من النازحين على الطرقات الرئيسية في غزة، مشيرةً إلى لقائها بأحد الأمهات تدعى إسراء، التي سارت برفقة أطفالها الخمسة، الذين كانوا يعانون من الجوع والعطش، وبعضهم كان حافياً. وأكدت إنجرام أن هؤلاء الأشخاص يسيرون نحو المجهول، بدون هدف أو خطة واضحة، مع أمل ضئيل في العثور على مكان يوفر لهم الأمان والراحة.
وتجدر الإشارة إلى أن الظروف في غزة وصلت إلى درجة من البؤس، حيث توقفت بعض الأسر النازحة عن الهروب لتعود نحو القنابل المتساقطة بعد أن شعرت بأن الوضع في أماكن أخرى قد يكون أسوأ. وفي سياق متصل، أعلنت إسرائيل عن بدء عملية برية في مدينة غزة، التي تعد مركزاً حضارياً مهماً في القطاع، بعد أن أمرت السكان بالهروب من المنطقة. ووفقاً للبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن أكثر من 140 ألف شخص قد فروا إلى الجنوب من غزة منذ 14 أغسطس، من أصل سكان يقدر عددهم بحوالي مليون نسمة، بينما تقدر المصادر الإسرائيلية أن عدد النازحين يصل إلى 350 ألف فلسطيني.