هند رجب تختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بصوتها العذب بعد فوزها بالأسد الفضي في فينيسيا

فيلم “صوت هند رجب” في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن اختيار فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية الشهيرة كوثر بن هنية ليكون الفيلم الختامي في دورته السادسة والأربعين. سيتم عرض الفيلم في عرضه الإفريقي الأول بتاريخ 21 نوفمبر 2025، وذلك في ختام فعاليات المهرجان الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية من 12 إلى 21 نوفمبر من نفس العام.

الفيلم يحقق إشادة نقدية واسعة

يأتي عرض فيلم “صوت هند رجب” في القاهرة بعد فوزه مؤخراً بجائزة الأسد الفضي – الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، الذي يعد من أقدم وأرقى المهرجانات العالمية. وقد حظي الفيلم باستقبال نقدي حافل، حيث تم التصفيق له لمدة تزيد عن عشرين دقيقة، مما يؤكد مكانته كأحد أبرز الأفلام في 2023.

الفيلم، الذي يمثل إنتاجاً تونسياً-فرنسياً، هو عمل درامي يمزج بين الرواية والتوثيق، يستند إلى أحداث حقيقية مؤلمة. تدور أحداثه حول الطفلة الفلسطينية هند رجب التي تجد نفسها محاصرة في سيارة تحت القصف في غزة، وذلك بعد فقدان عائلتها. خلال تلك اللحظات العصيبة، تتمكن هند من إجراء اتصال بخدمات الطوارئ التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني تطلب فيه النجدة، بينما تسعى فرق الإنقاذ للحصول على ممر آمن للوصول إليها. يعتمد الفيلم على التسجيل الصوتي الحقيقي لمكالمة الطفلة، مما يمنحه طابعًا سينمائيًا مؤثرًا يسلط الضوء على الصمت والخوف والانتظار، ويجعل من صوتها رمزًا للبراءة أمام أهوال العنف.

عبر الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان، عن أهمية عرض الفيلم بقوله: “إن استخدام فيلم ‘صوت هند رجب’ كختام للدورة الحالية يعكس إيمان المهرجان بدور الفن في الدفاع عن قضايا الإنسان، وبخاصة القضية الفلسطينية. إنه فيلم يترك أثراً عميقاً ويمثل الفن كأداة للتعبير عن العدالة والحرية.” كما أضاف محمد طارق، المدير الفني للمهرجان، أن “اختيار فيلم كوثر بن هنية ليكون ختام المهرجان هو تكريم لدور السينما العربية في إيصال صوت فلسطين إلى العالم، وإثبات أن السينما قادرة على أن تكون جسرًا يوحد الشعوب ويخلد الذاكرة المشتركة. فوز الفيلم بجائزة الأسد الفضي في فينيسيا يزيد من أهميته العالمية ويعكس فخرنا بعرضه في القاهرة.”

إن حضور “صوت هند رجب” في ختام مهرجان القاهرة السينمائي يذكرنا جميعًا بقوة الفن في مواجهة الألم، ويعيد إحياء الإيمان بأن السينما قادرة على نقل همسات البراءة وخلق نور في غياهب العتمة. نرفع صوت هند وكل الأطفال الذين انتزعهم العنف من طفولتهم، وسنظل نؤمن بأن قوة الصورة والكلمة يمكن أن تبقي الأمل حياً، وتمنح الإنسانية فرصة جديدة للتواصل والإلهام.