سبعيني يعاني فقدان البصر بعد عملية مياه بيضاء: من رؤية 6 على 6 إلى العتمة الكاملة في الدقي
«كنت شايف الدنيا ستة على ستة.. دخلت أعمل عملية مياه بيضاء في عيني، خرجت مش بشوف غير إصبعين قدامي». بهذه الكلمات يختصر محمد أحمد، السبعيني، معاناته القاسية التي غيرت مجرى حياته في فترة قصيرة. بدأت القصة يوم 18 أغسطس الماضي عندما قرر محمد الخضوع لعملية لإزالة المياه البيضاء من عينه اليمنى في مستشفى تابع للتأمين الصحي في منطقة الدقي بالجيزة.
قصة مأساة فقدان البصر
على الرغم من أن العملية كانت تبدو بسيطة، إلا أن حالة محمد تدهورت سريعًا بعد ذلك. فقد استعاد بصره لعدة أيام ثم تعود الأمور للتدهور. عاد إلى المستشفى حيث قرر الأطباء حجزه لمدة 15 يومًا، وبعدها انتقل إلى مستشفى آخر لإجراء عملية أكثر تعقيدًا. لكن العملية لم تحل مشكلته بل أدت إلى تفاقم حالته، حيث أصبح يرى بكاد مسافة قصيرة جدًا.
إجراءات معقدة وسيئة
ذكر محمد أنه عانى من آلام شديدة عقب العملية الثانية، ورغم ذلك لم يتحسن بصره، بل أصبح أسوأ. حالة الضياع التي عاشها بعد فقدان بصره الكامل جعلته يشعر باليأس، كما أن الأطباء أبلغوه بأن فرص استعادته بصره ضئيلة. في السابق، كان محمد يعيش حياة طبيعية، يقرأ الصحف ويذهب للعمل بمفرده، لكنه الآن يعتمد على الآخرين للمساعدة في عبور الشوارع.
تحولت حياته اليومية إلى مشقة مستمرة. أصبح يعاني من صداع مستمر ولا يتحمل الإضاءة. يضاف إلى ذلك مشاعر القلق بشأن تكاليف العلاج الباهظة، خاصة أنه لا يتلقى تحذيرات كافية حول المخاطر المحتملة قبل العملية. بعد تفاقم حالته، اكتشف أن هناك العديد من المرضى الذين عانوا من المضاعفات نفسها في المستشفى ذاته.
محمد، الذي قضى حياته العملية كمراجع حسابات، لم يتوقع أن يواجه تلك المأساة بعد تقاعده. هو الآن غير قادر على القيادة، مما زاد من معاناته اليومية. يشعر بالحاجة الملحة للمساعدة، حيث إن معاشه لا يكفي لتغطية نفقات العلاج والأدوية.
على الرغم من محاولات وزارة الصحة للتواصل مع المرضى المتضررين وإحالتهم لمستشفيات أخرى، إلا أن محمد يشعر أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لتعويضه. ينوي اتخاذ إجراءات قانونية جماعية مع مرضى آخرين الذين تعرضوا لمواقف مشابهة، مؤكدًا أن ما حدث ليس مجرد خطأ فردي بل كارثة حقيقية. في لحظات من التأمل، يتمنى لو كان بإمكانه قراءة جريدته في الصباح أو رؤية زوجته بوضوح مجددًا. يدرك محمد أن رحلته نحو استعادة بصره تبدو طويلة وصعبة، لكنه لا يزال متمسكًا بالأمل رغم كل شيء، مدركًا أنه ليس وحده في معاناته. العامليئة