تيسلا تخطط للكشف عن سيارتها الطائرة: ماذا ينتظرنا في المستقبل؟

في خطوة مثيرة جديدة، أبدى إيلون ماسك، الملياردير ورائد الأعمال، رغبته في إدخال السيارات الطائرة إلى عالمنا، فقد جاء ذلك خلال مشاركته في آخر حلقة من برنامج “تجربة جو روجان”، حيث أعلن أنه يأمل في تقديم نموذج أولي لسيارة طائرة قبل انتهاء العام الحالي. وهذه ليست المرة الأولى التي يناقش فيها ماسك هذه الفكرة، إذ يعود توجهه نحو السيارات الطائرة إلى عام 2014، وما زالت فكرة تحقيق استيطان المريخ وكبسولات هايبرلوب تتصدر قائمة رؤاه المستقبلية، فكما هو معروف، يتميل دوماً جدول زمني أعماله بين الوعود القريبة والأخرى البعيدة.

تحدث ماسك خلال المقابلة بعد استفسار جو روجان عن السيارة المنتظرة لتيسلا رودستر، التي تُعتبر الجيل الثاني من هذه السيارة الرياضية، وكان من المتوقع إطلاقها في 2020، لكنها واجهت تأخيرات متتالية. عندما تم الضغط عليه للحصول على موعد محدد لرؤية السيارة الجديدة، بدأ ماسك يشير إلى شيء أكبر بكثير مما كان متوقعًا.

قال ماسك بتوقف درامي: “نحن نقترب من عرض النموذج الأولي، وما أضمنه هو أن عرض المنتج سيكون تجربة لا تُنسى.” مما أدى إلى حيرة روجان حول ما الذي سيجعله لا يُنسى تحديدًا، ليبتسم ماسك ويعقب: “بغض النظر عما إذا كان جيدًا أو سيئًا، سيكون لا يُنسى.”

وتم ذكر الفكرة التي كان ينتظرها الجميع في سياق الحديث، حيث شارك ماسك رؤى صديقه بيتر ثيل حول ضرورة وجود سيارات طائرة في المستقبل، مشيرًا بطريقة ما إلى قلة الاختراعات في هذا المجال حتى الآن. عندما سأل روجان عما إذا كانت السيارة ستحتوي على “أجنحة قابلة للطي”، قام ماسك بالتهرب من الإجابة، قائلًا: “لا يمكنني الإفصاح عن التفاصيل قبل الكشف الكامل”، لكنه أكد أنها ستكون “أكثر منتج يُذكر على الإطلاق.”

تاريخ ماسك في الإعلان عن المشاريع المستقبلية قد يطرح تحديًا حقيقيًا، حيث لطالما قام بإطلاق أفكار ضخمة قبل أن تكون جاهزة للإنتاج، مثل مشروع “هايبرلوب” السريع، الذي لم يُحقق حتى الآن سوى نفق كامل في لاس فيغاس تسير فيه سيارات تيسلا البطيئة.

لذا، بالرغم من إمكانية ظهور نموذج أولي لسيارة رودستر طائرة، لا يعني ذلك بالضرورة أن السوق سيشهد سيارة طائرة تجارية في القريب العاجل، حتى فكرة سيارة “سايبركاب” ذاتية القيادة التي تم الكشف عنها العام الماضي لم تظهر في الأسواق بعد، ويُستند حاليًا على العمل بوجود سائقي أمان بشريين.

في المقابلة، أشار ماسك إلى أن هذه السيارة الجديدة قد تتجاوز تعريف “السيارة” التقليدية، معلنًا: “علينا التأكد من نجاحها، إذ تحتوي على تقنية مجنونة للغاية، وهي كذلك تتجاوز مجرد كونها سيارة.” وأكد ماسك أيضاً أن تلك التقنية تأتي بمميزات فريدة، لتكون أكثر جنونًا من أي شيء يمكن توقعه، مشيرًا إلى أن هذا المفهوم قد يتجه نحو المركبات العمودية ذات الإقلاع والهبوط.

في سياق ديالوجهم، أعرب روجان عن عدم حصوله على معلومات كافية حول المشروع، بينما عرض ماسك تقديم عرض توضيحي للنموذج الأولي شخصيًا، إلا أن التاريخ يظهر أن السيارات الطائرة كانت موجودة في الوعي منذ خمسينيات القرن الماضي ولكن لم تُحقق نجاحًا ملموسًا حتى الآن، وذلك بسبب التعقيدات والقيود التنظيمية.

لذا، بالرغم من كل التوقعات حول ما قد يُظهره ماسك في نهاية العام الحالي، سواء كان هذا innovation ثوريًا أو مجرد وسيلة لجذب الانتباه، يبقى الأمر معلقًا في عالم إيلون ماسك، كما هو الحال دائمًا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *