ترامب يُظهر ازدواجية في التعامل مع إسرائيل: غضب سري من نتنياهو مع منحه حرية التصرف


توتر العلاقات بين ترامب ونتنياهو

تسود حالة من التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل أروقة البيت الأبيض. في ظل العلاقة الوثيقة التي تربطهما، يتجلى إحباط ترامب من الأسلوب العسكري الذي يتبعه نتنياهو في التعامل مع الأوضاع في قطاع غزة، مما يبرز انقساماً عميقاً في وجهات النظر. في سبتمبر عام 2025، تسعى الولايات المتحدة جاهدة لاستئناف المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن الاجتياح الإسرائيلي للمدينة يعيق هذه المساعي. في ضوء هذا الواقع، يبرز السؤال: لماذا يمنح ترامب نتنياهو صلاحيات التحرك رغم مشاعر الغضب التي تسيطر عليه؟

خلافات استراتيجية في التعامل مع غزة

يتعامل كل من ترامب ونتنياهو مع الأوضاع في غزة من منطلقات مختلفة تمامًا. بينما يبدو أن نتنياهو يركز على القوة العسكرية كوسيلة للتعامل مع التحديات الأمنية، يسعى ترامب للحصول على حلول دبلوماسية تعتبر أكثر استدامة. هذا التباين في الاستراتيجيات يعكس الفجوة بين القادة فيما يتعلق بكيفية تحقيق الأمن في المنطقة. الولايات المتحدة، التي كان لديها تاريخ في لعب دور الوسيط، تتطلع إلى تحقيق خطوة نحو السلام، ولكن التصعيد العسكري الإسرائيلي يزيد من تعقيد الأمر ويفرض ضغوطاً على الإدارة الأمريكية.

ورغم الاستياء الذي يشعر به ترامب، يبدو أن للرئيس الأمريكي حسابات خاصة تدفعه لمنح نتنياهو المزيد من الهوامش. فقد تكون هناك اعتبارات سياسية داخلية وخارجية تلعب دورًا في هذه الديناميكية، تتعلق بتحقيق الأهداف الانتخابية في الولايات المتحدة أو الحفاظ على التأييد من اللوبيات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن. وفي الوقت الذي تكافح فيه الإدارة الأمريكية لدفع المفاوضات، يظل الموقف العسكري الإسرائيلي بمثابة عقبة رئيسية تعرقل سبل السلام.

في النهاية، يبقى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي موضوعًا معقدًا تتداخل فيه العديد من العوامل. يتطلب تحقيق السلام جهودًا جماعية ورؤية شاملة تتجاوز مجرد الإجراءات العسكرية. إذا أراد ترامب أن يظهر كوسيط فعال، فعليه أن يحقق توازنًا بين انتظار تحقيق الأهداف الأمنية الإسرائيلية وضمان حقوق الفلسطينيين الراغبين في مستقبل أفضل. وإلا، فإن الإرث الذي سيسجله التاريخ سيظل مشوبًا بصعوبة الوصول إلى السلام المنشود في المنطقة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *