تحليل: كيف تتخطى متصفحات الذكاء الاصطناعي حواجز الاشتراكات المدفوعة
تحدثت تقارير صحفية عن قدرة بعض متصفحات الذكاء الاصطناعي الحديثة، مثل ChatGPT Atlas وComet التابعة لشركة Perplexity، على تجاوز أنظمة الاشتراك المدفوعة والوصول إلى محتوى متميز يكون متاحًا فقط للمشتركين، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل حقوق النشر وحماية المحتوى الرقمي، مما يؤدي إلى جدل واسع حول كيفية تأثير ذلك على حقوق النشر ومصادر دخل المؤسسات الصحفية.
وحسب ما ذكرته مجلة Columbia Journalism Review، تمكنت متصفحات Atlas وComet من إنتاج مقالات كاملة محمية بجدران دفع عند الطلب منها ببساطة “طباعة نص المقالة” وقد أظهر التقرير أن النتائج المروعة ظهرت عند اختبار المتصفحين على مواقع تحتوي على محتوى خاص يتاح فقط للمشتركين المدفوعين.
رغم ذلك، أشارت منصة Gadgets 360 التي أجرت اختبارًا مشابهًا على متصفح Comet إلى أنها لم تتمكن من تكرار نفس النتائج، حيث رفض المتصفح تقديم محتوى محمي عند استخدام نفس الطلبات التي نقلها تقرير المجلة.
تطرق التقرير إلى تجربة شملت مقالًا من مجلة MIT Technology Review يتكون من تسعة آلاف كلمة، ويتاح فقط للمشتركين، وعند طلب المستخدم من المتصفحَين “طباعة النص الكامل للمقالة” نجح كل من Atlas وComet في عرض النص بالكامل، مما أتاح الوصول إلى محتوى مدفوع دون الحاجة إلى اشتراك مناسب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة لم تحدث عند استخدام النسخ المستقلة من روبوتات الدردشة مثل ChatGPT العادي، مما يشير إلى أن الاختلاف في البنية التقنية للمتصفحات هو السبب الرئيسي وراء تجاوز هذه الجدران.
وبحسب التحليل، تعتمد تلك المتصفحات على وكلاء ذكيين قادرين على تقليد تصفح بشري طبيعي، بحيث لا يمكن تمييزهم عن مستخدم حقيقي، مما يمنحهم القدرة على الوصول إلى المحتوى المغلق كما لو كانوا مشتركين فعليين.
حاليًا، متصفحات Atlas وComet متاحة لجميع المستخدمين، مع توفر أدوات متقدمة في Comet تُسهل أداء مهام تصفح عميقة وتفاعلية، بينما لم تُسجل مثل هذه الادعاءات بشأن متصفحات أخرى مثل Copilot المدمج في متصفح Edge وDia من شركة The Browser Company.
يعتقد بعض المراقبين أن هذه التطورات قد تشكل تهديدًا مباشرًا للنماذج الاقتصادية للمواقع الإخبارية والمدونات التي تعتمد على الاشتراكات المدفوعة كمصدر رئيسي للدخل، وإذا ثبتت صحة هذه الادعاءات، فقد يشهد القطاع الإعلامي انخفاضًا إضافيًا في الإيرادات، مما يضع المؤسسات في مواجهة تحديات جديدة في حماية محتواها من الوصول غير المصرح به في عصر الذكاء الاصطناعي.
