أميرات سعوديات: رائدات في بناء مجتمع المعرفة ونشر الخير

قيم العطاء والتكافل في المجتمع السعودي

ترسخت قيم العطاء والبذل في وجدان إنسان هذه البلاد، لتصبح ركيزة أساسية تعكس هوية المجتمع السعودي. فقد شكلت هذه القيم نموذجًا فريدًا للعطاء المستمر منذ تأسيس الدولة وحتى يومنا هذا، مما جعل الاستدامة منهجًا راسخًا في مسيرة البناء الوطني. وبالتزامن مع اليوم العالمي للعمل الخيري في العام 2025، الذي يحتفل به العالم في الخامس من سبتمبر من كل عام تعزيزًا لقيم العمل الخيري والتطوعي، يتم الاحتفاء بنماذج مميزة من الشخصيات النسائية التي أسهمت في تأصيل قيم العطاء والعلم في تاريخ المملكة.

تجليات العمل الإنساني وتاريخها في السعودية

في مقدمة هذه الشخصيات تُبرز الأميرة موضي بنت سلطان بن أبي وهطان زوجة الإمام محمد بن سعود، التي تُعد رمزًا للعطاء من خلال وقفها الخيري المعروف بـ “سبالة موضي”، والذي أسهم في خدمة الحجاج وعابري السبيل وطلاب العلم. كانت هذه المؤسسة تجسيدًا حقيقيًا للتكافل الاجتماعي ودعم المعرفة، تاركة بصمة بارزة في تاريخ العطاء في السعودية.

كما تعد الأميرة سارة بنت عبدالله بن فيصل بن تركي أحد أبرز نماذج النساء المؤثرات، حيث ولدت في الرياض عام 1294هـ، وقد نشأت في بيئة علمية قادت إلى انخراطها في الثقافة والعلم. والدها الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي كان معروفًا بكرمه واهتمامه بالعلم، مما أثرى تجارب حياتها. بعد فقدان والدتها في سن مبكرة، تولت رعايتها زوجة والدها، ثم انتقلت للعيش مع عمتها المهتمة بالعلم.

الأميرة سارة لم تقتصر إنجازاتها على البيئة العائلية، بل ساهمت بشكل فاعل في خدمة المجتمع، وأسست مجموعة من الأوقاف الخيرية، أبرزها “مزرعة الدريبية” التي وهبت نفعها للمحتاجين والمجتمع. تبرز كرمها من خلال تبرعها بجزء عظيم من المزرعة للمعوزين، مما يعكس قيم التكافل ويخفف من معاناة الناس.

يشهد اليوم جزء من مزرعتها على عطائها، حيث تم تحويل جزء منها إلى أراضٍ تابعة لجامعة الملك سعود. تقديرًا لإسهاماتها، أطلق universitet اسم “الأميرة سارة” على المكتبة المركزية للطالبات.

أسهمت الأميرة سارة أيضًا في الأوقاف العلمية من خلال إيقاف عدد من الكتب النادرة، مما خلق مكتبة مرجعية للطلاب والباحثين، مما يعكس رؤيتها القابضة على أهمية الاستثمار في العلم والمعرفة.

تعتبر سيرة الأميرة سارة منارة تُظهر إسهام المرأة السعودية في مسيرة التنمية، مما يبرز استمرار القيم النبيلة التي تأسست عليها الدولة، والتي تعكس روح العطاء والتعاون في كل جيل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *