مستقبل العمل: الذكاء الاصطناعي قد يختصر أسبوع العمل إلى 3 أو 4 أيام

أكد إريك يوان، الرئيس التنفيذي لشركة Zoom، أن نموذج العمل التقليدي المكون من خمسة أيام قد يصبح قريبًا شيئًا من الماضي، وذلك بسبب التغيرات الجذرية التي سيُحدثها الذكاء الاصطناعي في كيفية وأوقات العمل الخاصة بالناس. وصرح يوان مؤخرًا بأن عدداً كبيراً من الشركات قد تعتمد أسبوع عمل يتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام، مما سيوفر وقتاً أكبر للجميع في نهاية المطاف. يأتي هذا الرأي مع تزايد الاهتمام بين قادة الأعمال بالتطور السريع للذكاء الاصطناعي، حيث يشدد يوان على الفوائد المحتملة في الكفاءة، لكنه يسلط الضوء أيضًا على المخاوف المتعلقة بفقدان بعض الوظائف نتيجة لتقدم هذه التكنولوجيا. تنعكس تصريحاته في سياق المناقشات الجارية حول تأثير الأتمتة والوكلاء الرقميين في بيئات العمل المعاصرة.

يبين يوان أنه إذا استطاع الذكاء الاصطناعي تحسين جودة الحياة وزيادة الإنتاجية بصورة كبيرة، فقد لا يكون العمل لخمسة أيام في الأسبوع ضرورياً بعد الآن. وفي حوار له مع صحيفة نيويورك تايمز، طرح سؤالاً مفاده: “إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحسن حياتنا جميعًا، ما الحاجة للاستمرار في العمل خمسة أيام في الأسبوع؟” وربما يمثل ذلك تحولًا جذريًا في ثقافة العمل، لا سيما مع محاولة المؤسسات التكيف مع عالم الأتمتة والتحول الرقمي.

وأشار يوان إلى أن العديد من الشركات قد تشهد تغييراً قريبًا نحو تقليص أيام العمل إلى ثلاثة أو أربعة أيام، حيث سيتولى الذكاء الاصطناعي بعض المهام التي كانت تتطلب إشرافاً بشرياً مستمراً. يتوقع أن يُغير صعود الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجالات الوكلاء الرقميين، طبيعة العمل وجداول العمل. وأوضح يوان أنه بينما يمكن أن يحل وكلاء الذكاء الاصطناعي محل بعض المناصب البشرية، ستظهر أيضاً مسؤوليات جديدة تتعلق بإدارة وانتقاء هذه الأنظمة.

وأضاف يوان: “في بعض المجالات، مثل المهندسين المبتدئين، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا في كتابة التعليمات البرمجية، ولكن يبقى هناك حاجة ليفهم شخص ما تلك التعليمات ويشرف على العمل الناتج”. وهذا يشير إلى أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد يُؤتمت بعض المهام المتكررة، إلا أن هناك استمراراً في الحاجة للمتخصصين في الإشراف والإدارة الفنية.

ويعترف يوان بأن التقدم التكنولوجي قد يُؤدي إلى تغييرات كبيرة في سوق العمل، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن بعض الفرص الوظيفية قد تختفي مع هذه التحولات، إلا أن آفاقاً جديدة ستظهر أيضاً. يُبرز هذا الأمر إمكانية خلق فرص عمل جديدة تدعم الابتكارات والبُنى الهيكلية للذكاء الاصطناعي، مما يعكس طبيعة السوق المتغيرة.

علاوة على ذلك، يضيف عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا صوتهم إلى رأي يوان حول التحول في عالم العمل. حيث أشار جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس، وجينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُحدث تغييرات في ساعات العمل وأنماطه. انضم جينسن هوانغ، الذي سجل مؤخرًا إنجازاً بتجاوز قيمة شركته 3 تريليونات دولار، إلى بيل جيتس في دعمه لهذا الرأي، مما يشير إلى توافق بين قادة التكنولوجيا حول عدم تأخر التغييرات التي يُحدثها الذكاء الاصطناعي في ثقافة العمل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *