راغد النجار: حارس النصر بين مطرقة الفرصة وسندان الضغط

في قلب العاصمة السعودية الرياض، وبين أروقة نادي النصر، يبرز اسم الحارس راغد النجار كعنوان لمرحلة دقيقة ومفصلية في مسيرة الفريق. فمع اقتراب مواجهات حاسمة في دوري روشن للمحترفين والبطولات الأخرى، يجد النجار نفسه فجأة في دائرة الضوء، مرشحًا لحماية عرين “العالمي” في ظل ظروف استثنائية فرضت نفسها على الفريق. هذا الوضع لم يكن مجرد تغيير روتيني في التشكيلة، بل قصة تحمل في طياتها الكثير من التحديات، المخاوف، والآمال التي يعلقها جمهور الشمس على حارسهم البديل.
راغد النجار فرصة فرضتها الظروف
تأتي احتمالية الاعتماد على راغد النجار في التشكيل الأساسي لنادي النصر مدفوعة بعاملين رئيسيين. العامل الأول والأكثر إلحاحًا هو الوضع الغامض الذي يحيط بالحارس الأساسي نواف العقيدي. فالعقيدي يواجه خطر الإيقاف، مما يعني غيابه عن مباريات الفريق المقبلة، وهو ما يضع الجهاز الفني بقيادة المدرب لويس كاسترو أمام ضرورة تجهيز البديل الأمثل لسد هذا الفراغ المحتمل. أما العامل الثاني، فهو ذو طبيعة استراتيجية تتعلق برؤية الإدارة الفنية للاستفادة القصوى من اللاعبين الأجانب المتاحين. حيث تتردد أنباء قوية عن رغبة المدرب في استبعاد الحارس الكولومبي دافيد أوسبينا من القائمة في بعض الأحيان، بهدف إتاحة مقعد إضافي للاعب أجنبي في مركز آخر، مما يعزز من قوة الفريق الميدانية. هذا التوجه يضع النجار في مقدمة الخيارات المتاحة، بل يجعله الخيار المحلي الوحيد القادر على تلبية طموحات المدرب في هذه الاستراتيجية.
اقرأ في: الهلال يستعيد نيفيز.. قوة ضاربة تعود لدعم الزعيم في مواجهة الأخدود
سجل مقلق وتحديات الخبرة
على الرغم من أن الفرصة تبدو سانحة أمام النجار لإثبات جدارته، إلا أن شريحة واسعة من جمهور النصر تنظر إلى هذا الاحتمال بعين القلق. هذا القلق لا ينبع من فراغ، بل يستند إلى سجل الحارس وأدائه في المواجهات الكبرى خلال مسيرته. يُنظر إلى النجار على أنه يفتقر إلى الخبرة اللازمة للتعامل مع الضغط الهائل الذي يصاحب حراسة مرمى فريق بحجم النصر، خاصة في المباريات الحاسمة ضد المنافسين التقليديين على الصعيدين المحلي والقاري.
وبالنظر إلى أرقامه السابقة، نجد أن هذه المخاوف لها ما يبررها. فعلى سبيل المثال، خلال مسيرته واجه النجار نادي الاتحاد في ثلاث مناسبات، ورغم فوزه في مباراتين، إلا أن شباكه استقبلت خمسة أهداف. هذا الرقم يعتبر مرتفعًا ويثير تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على نظافة شباكه أمام الفرق ذات النزعة الهجومية العالية. أما على الصعيد الآسيوي، فالتجربة لم تكن أفضل حالًا. فعندما شارك مع النصر في مواجهة العين الإماراتي، اهتزت شباكه بثلاثة أهداف في مباراة واحدة، وهي المباراة التي شهدت خروج الفريق من البطولة الآسيوية في الموسم قبل الماضي، مما ترك انطباعًا سلبيًا لدى الجماهير.
بين ثقة المدرب وضغط الجمهور
يدرك الجهاز الفني لنادي النصر حجم الضغوط الملقاة على عاتق راغد النجار، ولذلك يسعى جاهدًا لتجهيزه بدنيًا وذهنيًا ليكون على أتم الاستعداد في حال تم الدفع به أساسيًا. يرى المدرب لويس كاسترو أن النجار يمتلك الإمكانيات التي تؤهله لتقديم أداء جيد، وأن مشاركته المستمرة قد تمنحه الثقة والخبرة التي تنقصه. لكن التحدي الأكبر يكمن في كيفية تعامل الحارس نفسه مع هذا الضغط المزدوج: ضغط إثبات الذات، وضغط إرضاء جمهور لا يرضى إلا بالانتصارات والأداء المثالي.
في نهاية المطاف، يقف راغد النجار على أعتاب اختبار هو الأهم في مسيرته الكروية. فإما أن يستغل هذه الفرصة الذهبية ليثبت للجميع أنه قادر على تحمل المسؤولية ويصبح رقمًا صعبًا في حراسة المرمى السعودية، أو أن يظل أسيرًا لسجله السابق وتتأكد مخاوف الجماهير. الأيام والأسابيع القادمة، والمباريات التي سيخوضها النصر، ستكون هي الفيصل في كتابة الفصل القادم من حكاية حارس المرمى راغد النجار مع “العالمي”.