أداء إنفيديا يكشف تأثيرات الحرب التجارية بين العملاقين الصين وأمريكا

أداء إنفيديا يكشف تأثيرات الحرب التجارية بين العملاقين الصين وأمريكا

تتوجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى نشاط شركة إنفيديا في الصين، حيث من المتوقع أن تكشف شركة الرقائق الذكية العملاقة عن نتائج أعمالها يوم الأربعاء، في ظل تصاعد التوترات الناتجة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما يثير تساؤلات حول التأثير المحتمل على أعمال الشركة في السوق الصينية.

تجد إنفيديا نفسها في قلب النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث يرتبط مستقبل أعمالها هناك بمسار المفاوضات المتعلقة بالرسوم الجمركية والقيود المفروضة على تجارة الرقائق. ومن اللافت أن الشركة قد أبرمت اتفاقًا غير مسبوق مع الإدارة الأمريكية، حيث تم الاتفاق على دفع 15% من مبيعاتها في الصين للحكومة الفيدرالية لقاء الحصول على تراخيص تصدير، وهو ما أثار انتقادات من كافة الأطراف السياسية.

على الرغم من الطلب الكبير على منتجات إنفيديا في الصين، إلا أن الحكومة الصينية وجهت الشركات المحلية لتقليل مشترياتها بداعي المخاوف الأمنية. وأشارت التقارير إلى أن إنفيديا قد طلبت من بعض الموردين إيقاف إنتاج شريحة H20 المخصصة لهذه السوق، بينما أفادت وكالة رويترز بأن الشركة بصدد تطوير شريحة جديدة أكثر قوة تستهدف الصين.

وفي هذا السياق، قال جيمي مايرز، المحلل البارز بشركة Laffer Tengler Investments، إن وضوح المشهد يعتمد بشكل كبير على موقف الحكومتين الأميركية والصينية، حيث يجب معرفة إن كانت الحكومة الأمريكية ستسمح بالتصدير، وما إذا كانت الصين ستكون مستعدة لشراء الرقائق، وكيف ستتم هذه العمليات على أرض الواقع.

خلال العام الماضي، شكلت السوق الصينية حوالي 13% من إجمالي إيرادات إنفيديا، وفي الربع الثاني المنتهي في يوليو 2025، لم يأخذ معظم المحللين في اعتبارهم ما يتعلق بإيرادات مبيعات H20 نتيجة للموافقات الأمريكية المتأخرة وتراجع الطلب الصيني، مما أثر بصورة سلبية على تقديرات الأداء السنوي للشركة.

توقعت إنفيديا في مايو أن تؤدي القيود المفروضة إلى تقليص مبيعاتها بمقدار 8 مليارات دولار خلال الربع من يوليو، بعد تكبدها رسومًا متعلقة بالقوانين الجديدة بلغت 4.5 مليار دولار في الربع السابق. ومع ذلك، من المتوقع أن تُظهر الشركة زيادة في إيراداتها الفصلية بنسبة 53.2%، لتصل إلى 46.02 مليار دولار، وفقًا لبيانات LSEG، لكن هذه الأرقام لا تعكس الدفعات الكبيرة التي حققتها الشركة في فصول سابقة بخلاف كونها مطمئنة للمستثمرين.

المحللون أثبتوا أن أعمال الرقائق المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لا تزال مزدهرة بفضل الطلب القوي من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وميتا التي تواصل الاستثمار في بنية تحتية قوية. من جهة أخرى، فإن أي تصريحات إيجابية من الرئيس التنفيذي جن سن هوانط بشأن متطلبات السوق قد تساهم في ارتفاع أسعار أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز ثقة المستثمرين بعد فترة من التراجع بسبب المخاوف من مبالغات في التقييمات.

حتى الآن، شهد سهم إنفيديا زيادة تجاوزت الثلث منذ بداية عام 2025، وهو معدل أقل بكثير مقارنة مع العامين السابقين، لكنه يظل أكثر من مكاسب مؤشر أشباه الموصلات SOX الذي ارتفع بأكثر من 15% ومؤشر S&P 500 الذي سجل زيادة تقارب 10% منذ بداية العام الحالي.

فيما يتعلق بالربع الثالث، يُتوقع أن تحقق إنفيديا إيرادات تبلغ 52.96 مليار دولار بارتفاع سنوي قدره 51%، مع توقعات أن تشكل السوق الصينية حوالي 6 مليارات دولار من هذا الرقم. لكن قد تواجه هوامش الربح ضغوطًا تتراوح بين 5 و15 نقطة مئوية على المبيعات الموجهة للصين، نتيجة للاتفاق مع الحكومة الأمريكية، مما قد ينعكس سلبًا على إجمالي هامش الربح، وفقًا لتقديرات مؤسسة Bernstein. من المتوقع أن يتراجع هامش الربح المعدل في الربع الثاني بنحو 4 نقاط مئوية إلى 72.1%، ليتراجع مجددًا بنحو نقطتين في الربع الثالث، مما يعكس الاستقرار عند 73.2%.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *