زيادة مصروفات المدارس التجريبية تشعل غضب أولياء الأمور.. و”التعليم” تتحرك لامتصاص الصدمة

زيادة مصروفات المدارس التجريبية
زيادة مصروفات المدارس التجريبية

أثارت الزيادة الكبيرة في مصروفات المدارس الرسمية للغات، المعروفة إعلاميًا بـ “المدارس التجريبية”، للعام الدراسي الجديد 2025-2026، موجة واسعة من الاستياء والغضب بين أولياء الأمور في مصر. وجاء الإعلان عن المصروفات الجديدة، التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالعام الماضي، بمثابة صدمة للعديد من الأسر التي تكافح بالفعل في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.وفي محاولة لتخفيف العبء وامتصاص حالة الغضب، اتخذت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قرارات استثنائية وصفت بأنها تُطبق لأول مرة.

تفاصيل زيادة مصروفات المدارس التجريبية

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تفاصيل المصروفات الدراسية الجديدة للمدارس الرسمية للغات والمتميزة للغات، شاملة جميع المراحل التعليمية من رياض الأطفال وحتى الصف الثالث الإعدادي. وبحسب البيانات الصادرة، شهدت المصروفات قفزة كبيرة، حيث وصلت في بعض المراحل إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في السابق.

فعلى سبيل المثال، في المدارس الرسمية للغات، جاءت المصروفات كالتالي:

  • مرحلة رياض الأطفال (KG1): 2427.43 جنيهًا.
  • مرحلة رياض الأطفال (KG2): 1875 جنيهًا.
  • الصفوف من الأول إلى الثالث الابتدائي: 2125 جنيهًا.
  • الصفوف من الرابع إلى السادس الابتدائي: 2425 جنيهًا.
  • المرحلة الإعدادية: تراوحت بين 2445 و 2645 جنيهًا.

أما في المدارس الرسمية المتميزة للغات، فكانت الأرقام أعلى، حيث بدأت مصروفات مرحلة رياض الأطفال (KG2) من 1875 جنيهًا، وتصاعدت لتصل إلى 2645 جنيهًا للصف الخامس الابتدائي.

أسعار الكتب.. السبب الرئيسي وراء الأزمة

أوضحت وزارة التربية والتعليم أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الزيادة الملحوظة هو إدراج أسعار الكتب المدرسية، وخاصة كتب المستوى الرفيع في اللغات للفصلين الدراسيين، ضمن إجمالي المصروفات. وأشارت الوزارة إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان توفير الكتب لجميع الطلاب مع بداية العام الدراسي. وبلغت أسعار الكتب أرقامًا مرتفعة وصلت إلى 1500 جنيه في بعض الصفوف، مما أضاف عبئًا ماليًا جديدًا على الأسر.

وقد ردت الوزارة على المقارنات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بين أسعار كتب المدارس التجريبية والمدارس الخاصة، مؤكدة أن مصروفات الكتب في المدارس الرسمية للغات والمتميزة تشمل كتب المستوى الرفيع، وهو ما لا تتضمنه أسعار كتب المدارس الخاصة عادةً.

ردود فعل غاضبة ومطالبات بالمراجعة

فور الإعلان عن المصروفات الجديدة، ضجت منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات أولياء الأمور بالشكاوى والاعتراضات وعبر العديد من أولياء الأمور عن صدمتهم من الزيادة “المفاجئة” و”المبالغ فيها”، مؤكدين أنها لا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العديد من الأسر المصرية.

وطالب أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في قرار الزيادة، وإلغاء إلزامهم بشراء الكتب المدرسية وترك الأمر اختياريًا، خاصة في ظل وجود بدائل تعليمية أخرى وتساءل البعض عن مصير مبدأ “مجانية التعليم” الذي يكفله الدستور، في ظل تحول المدارس الحكومية إلى ما يشبه المدارس الخاصة بمصروفاتها المرتفعة.

“التعليم” تستجيب.. قرارات لامتصاص الغضب

في مواجهة حالة الغضب الشعبي، تحركت وزارة التربية والتعليم بسرعة لاتخاذ عدد من الإجراءات التي تهدف إلى التيسير على أولياء الأمور. وأصدر وزير التربية والتعليم،

كما أعلنت الوزارة عن إتاحة إمكانية سداد المصروفات الدراسية، بما في ذلك رسوم الكتب، على أربعة أقساط متساوية على مدار العام الدراسي، لتخفيف العبء المالي على الأسر. وشددت الوزارة على أن عملية التحصيل ستتم حصريًا عبر منافذ التحصيل الإلكتروني المعتمدة مثل هيئة البريد المصري ومنافذ “فوري” و”أي فاينانس”، ويُحظر تمامًا تحصيل أي مبالغ نقدية داخل المدارس.

وأكدت الوزارة أن هذه الإجراءات تأتي في إطار حرصها على دعم الأسر المصرية ومراعاة البعد الاجتماعي، وضمان عدم المساس بحق الطلاب في الحصول على تعليم جيد وبيئة مدرسية مناسبة. ورغم هذه الإجراءات، لا يزال العديد من أولياء الأمور يأملون في إعادة النظر في قيمة المصروفات نفسها، وليس فقط في آليات سدادها.

تعرف على: تنسيق جامعة الأزهر 2025: آفاق جديدة وتخصصات واعدة ترسم مستقبل الطلاب

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *