نداء عاجل: الفنان أيوب طارش يواجه أزمة تلامس وجدان كل اليمنيين!
استغلال الحوثيين لأيوب طارش عبسي
تزايدت المخاوف بشأن استغلال جماعة الحوثي للفنان اليمني المعروف، أيوب طارش عبسي، الذي أبدع النشيد الوطني اليمني، في سياق معركتهم السياسية والإعلامية بعد تداول فيديو له أثناء جلسة صوفية في العاصمة صنعاء. أثار هذا الأمر ردود فعل غاضبة وقلقاً واسعاً في الأوساط الثقافية والسياسية، مع تصاعد الدعوات لإنقاذ هذا الرمز الوطني من قبضة الجماعة المسلحة، فيما وصف بأنه “نداء استغاثة عاجل” لإنقاذ الفنان أيوب طارش بعد تورطه في أيدي الحوثيين. تستخدم الجماعة أيوب طارش، البالغ من العمر 83 عاماً والذي وُلد في محافظة تعز عام 1942، كرمز لإضفاء الشرعية على سلطتها. ورغم إسهاماته الكبيرة في الفنون، يجد الفنان نفسه محاطًا بعاصفة سياسية تهدد إرثه الفني والوطني.
استغلال الرموز الثقافية
أطلق كامل الخوداني، رئيس فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في محافظة إب، نداءً مؤثرًا عبر منصة إكس، مطالبًا رجال الأعمال والمثقفين بتحرك عاجل لإخراج الفنان من اليمن. وعبّر الخوداني عن قلقه، داعياً إلى شراء شقة له في أديس أبابا أو القاهرة، محذرًا من أنه قد يصبح “مسخرة في الشوارع”. تمثل هذه الاستراتيجية جزءًا من نمط استغلال الحوثيين للرموز الثقافية والدينية، حيث حولت الجماعة احتفالات دينية تقليدية إلى منصات دعائية تخدم أهدافها السياسية، رغم أنها لم تكن تهتم بهذه المناسبات قبل سيطرتها على صنعاء.
وأبدى الكاتب الصحفي سمير اليوسفي استيائه من هذه الممارسات، واصفاً إياه بـ”المهزلة”، مؤكدًا أن رؤية أيوب طارش في هذا الوضع تمثل إهانة لتاريخ الأمة. وبينما يظل الفنان متصوفاً يجمع بين الفن والروحانية، يُستغل اليوم من قبل الحوثيين، بينما لا تُقدم له الحكومة الشرعية أي دعم، على الرغم من كونه آخر صوت يمثل الجمهورية.
يواجه أيوب طارش تحديات مالية قاسية، اعتمادًا على قناته في يوتيوب كمصدر رزق وحيد، مما يجعله عرضة للاستغلال من قبل جماعة تسعى لتوظيف الرموز الوطنية لصالح مشروعها الطائفي. دعا الخوداني إلى حماية إرث الفنان وتاريخه من خلال شراء حقوق نشر أغانيه الوطنية، محذراً من أن الحوثيين لا يدركون قيمة الرموز الوطنية. تمثل قضية أيوب طارش مثالًا صارخًا على استغلال الثقافة والفن في نزاعات سياسية، حيث تسعى الجماعة للقضاء على الهوية الوطنية من خلال الاستغلال المتواصل لرموزها، بما يسهم في تسميم الذاكرة الجمعية اليمنية، وهو ما يتعارض مع إرادة الشعب اليمني وتاريخه الثقافي العريق.