ترشيحات السُّنّة للانتخابات النيابية في انتظار قرار ابن فرحان
الانتخابات النيابية وتحركات المرشحين السُّنّة في لبنان
مع اقتراب الانتخابات النيابية المقرّرة في أيار المقبل، يترقّب المرشحون السُّنّة الموقف السعودي، حيث يتساءلون عن إمكانية تدخل المملكة بشكل مباشر لترجيح كفّة بعض المرشحين على الآخرين. الأنباء تشير إلى احتمالية أن تفتح المملكة أبواب المساعدات لتمويل مرشحين آخرين للوصول إلى البرلمان، وهو ما يولّد حالة من الترقب والانتظار بين الراغبين في الترشح.
وفقاً لمصادر «الأخبار»، يسعى العديد من الطامحين للترشح إلى التواصل مع السعودية أو مع شخصيات قريبة منها لاستشراف موقفها بشأن الدعم المالي أو السياسي المأمول. من بين هؤلاء، توجد شخصيات مرتبطة بالرئيس سعد الحريري التي تأمل في التنسيق معه لتشكيل لوائح انتخابية، لكنها تتجنب تقديم ترشيحات رسمية أو اتخاذ خطوات ملموسة قبل الحصول على دعم سعودي واضح.
استعدادات المرشحين وتأثير المملكة
لم يحسم بعض الراغبين في الترشح قرارهم بعد، خصوصاً مع ما يُشاع عن زيارة مرتقبة للموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان. كان من المقرر أن تتم الزيارة في تشرين الأول، لكن تأجيلها إلى نهاية العام أحدث نوعاً من الارتياح لدى الكثيرين، إذ يتزامن ذلك مع بداية التحضيرات لدعوة الهيئات الناخبة. هذا التزامن يمنحهم فرصة أكبر لفهم توجّهات المملكة حيال هذا الاستحقاق المهم.
ودائماً في هذا الإطار، يؤكد المقربون من السفارة السعودية أن دور المملكة في الاستحقاق المقبل لن يختلف عما شهدته انتخابات 2022، حيث ستمتنع عن تقديم دعم مباشر لأي مرشح، مع الاكتفاء بالحياد. ويشير هؤلاء إلى أن السعودية كانت ناجحة في تأمين ولاء معظم النواب بشكل فردي، مما يجعل من غير المحتمل أن تقدم دعماً مالياً كبيراً في هذه الانتخابات.
وفقاً للمعلومات المتوفرة، فإن ما تم تقديمه من مبالغ في السابق لم يتجاوز 150 ألف دولار، بالإضافة إلى مبالغ أخرى تم صرفها لبعض النواب خلال فترة انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية. بناءً عليه، تُشجع المملكة بعض رجال الأعمال السياسيين على تشكيل اللوائح الانتخابية دون أن تتدخل بشكل مباشر.
كما يُظهر المقربون من الرياض عدم تشجيع النائب فؤاد مخزومي أو الوزير السابق محمد شقير بعد تراجع شعبيتهما، وهذا ما تم الإشارة إليه من قبل مسؤولين في السفارة خلال المحادثات الخاصة. الهم الأساسي للمملكة يبدو واضحاً، وهو منع أي شخصية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالرئيس سعد الحريري من الترشح مع أي لوائح تتنافس.