
كتبت– أسماء البتاكوشي
أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اتصالًا هاتفيًا يوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025، مع السيد سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا الاتحادية، في إطار التشاور الدوري والتنسيق المستمر بين البلدين بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال الاتصال، استعرض الوزيران مسار العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، وأعربا عن ارتياحهما للتطور الملموس الذي تشهده، مؤكدين الحرص المتبادل على مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وأكد عبد العاطي، اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع روسيا، وما تشهده من تطور مطرد، خاصة في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي تمثل الإطار الحاكم للتعاون بين البلدين. كما ثمّن الزخم القائم في آليات التشاور السياسي واللجان الفنية المشتركة، وما تعكسه من إرادة سياسية قوية للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي.
وأشار عبد العاطي، إلى ما تحقق من تقدم في عدد من الملفات الاستراتيجية، وعلى رأسها مشروع محطة الضبعة النووية، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إضافة إلى بحث سبل تعزيز الاستثمارات الصناعية الروسية.
وتناول الاتصال مستجدات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها الوضع في غزة، حيث استعرض وزير الخارجية جهود الوساطة المصرية، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى.
وأوضح أن هناك تقدمًا مهمًا تم إحرازه، انعكس في المشاورات الأخيرة بالقاهرة مع الوفد الفلسطيني، والتي تركزت حول المقترح المقدم من المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي وافقت عليه حركة حماس، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل، ومشددًا على ضرورة الضغط عليها للقبول بالمقترح بما يسهم في تخفيف الكارثة الإنسانية في غزة.
كما أشار إلى التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار فور التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. كما ناقش الوزيران عددًا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ملف المياه، حيث استعرض عبد العاطي شواغل مصر المرتبطة بنهر النيل والأمن المائي المصري، مؤكدًا تمسك مصر بقواعد القانون الدولي الخاصة بالموارد المائية المشتركة، ورفضها للإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي، مشددًا على أن مصر ستتخذ كافة التدابير المتاحة لحماية أمنها المائي.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، شدد الوزير على أهمية الالتزام بالمسارات الدبلوماسية وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يعزز الثقة المتبادلة ويخلق مناخًا داعمًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
وعلى الصعيد الدولي، أطلع لافروف نظيره المصري على نتائج القمة الأمريكية – الروسية التي انعقدت في ألاسكا يوم 15 أغسطس الجاري، مشيرًا إلى ما تمثله من إسهام في تهيئة مناخ ملائم لمعالجة الأزمة الأوكرانية.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية متابعة مصر باهتمام لمجريات القمة، مشددًا على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، وإعلاء الحلول الدبلوماسية كسبيل أساسي لإنهاء النزاعات.