استكشاف الجوانب الثقافية لجهود أمانة منطقة الرياض

التراث الثقافي للرياض

تعود علاقتي بندوة آل حسين التاريخية في الرياض إلى عدة سنوات، حيث جذبت انتباهي الشراكة المثمرة بين أمانة منطقة الرياض وهذه الندوة العريقة التي يترأسها المستشار عبدالعزيز الحسين. وقد كانت تلك الشراكة الأولى من نوعها بين الصالونات الأدبية في المنطقة. تابعت أخبار الأمانة عبر منصة X، حيث تمت تغطية فعاليات متعددة أقيمت بالتعاون بين الأمانة وصالونات أدبية مثل ندوة آل حسين وأحدية العبدلي، مما يدل على جهود أمانة منطقة الرياض في تعزيز المشهد الثقافي للعاصمة.

الهوية الثقافية للمدينة

عندما اطلعت على كتاب الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- “مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ”، الذي أهداه للملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً للرياض، أدركت الأبعاد التاريخية للمدينة. في مقدمة الكتاب، يشير الشيخ إلى الاهتمام بالتاريخ الثقافي للرياض ويجعل من الجاسر شخصية محورية في سرد تاريخ المدينة الثقافي. وفقاً لكتاب الجاسر، تأسست المكتبات العامة في المدينة في عام 1363هـ، حيث قام الأمير مساعد بن عبدالرحمن الفيصل بإنشاء أول مكتبة عامة في منزله، ما يؤكد أهمية الفكر والثقافة في تطور الهوية العمرانية للرياض.

تواصلت جهود افتتاح المكتبات العامة حيث أُقيمت المكتبة السعودية تحت إشراف الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في عام 1373هـ، مما يعكس التوسع في النشاط الثقافي. لقد كانت أمانة الرياض السباقة في افتتاح مكتبات عامة جديدة لتحفيز القراءة وتعزيز الثقافة بين السكان، مما يبرز دور الأمانة في تعزيز المشهد الثقافي في المدينة.

من المعروف أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يعد حجر الزاوية في تأسيس الحركة الثقافية في الرياض، حيث ساهمت إدارته لأكثر من خمسين عاماً في بناء المؤسسات الثقافية. ستكون الرياض دوماً رمزا من رموز الثقافة والفكر بفضل إسهاماته، حيث اشتهر بحبه للقراءة والتفاعل مع المثقفين والمبدعين.

في عام 2000م، اختيرت الرياض عاصمة الثقافة العربية، وهو حدث يبرز مكانة المدينة الثقافية محلياً وعالمياً. تحدث الملك سلمان عن أهمية استمرارية النشاط الثقافي في المدينة، مشيراً إلى أن الدعم الحكومي كان له دور كبير في تعزيز الفعاليات الثقافية.

اجتمعت جهود الأمانة لإطلاق مشاريع ثقافية تهدف إلى توثيق تاريخ المدينة من خلال مبادرة “ذاكرة الرياض” للتعريف بالمعالم العمرانية المهمة في المدينة. كما أسهمت اللجنة الثقافية بالأمانة في رصد الأنشطة الثقافية المختلفة وتعزيز المبادرات التي تخدم الجانب الثقافي. الأمانة أيضاً لم تتوقف عند هذا الحد بل أسست ديوانية الرياض لتعزيز التواصل بين المثقفين وتحفيز الحوار الفكري.

ختامًا، تظل جهود الأمانة مستمرة في إثراء الحياة الثقافية في الرياض، ونحن بانتظار المزيد من المبادرات التي ستعكس هذا الاهتمام المتزايد بالتاريخ والثقافة في هذه المدينة النابضة بالحياة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *