استتصاف السيسي لإسرائيل كـ ‘عدو’: فهم دوافعه من خلال آراء دبلوماسيين – السعودية نيوز
تحول في الخطاب الرسمي المصري حول إسرائيل
أحدث خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة الدوحة تأثيرًا كبيرًا على الساحة السياسية، حيث وصف السيسي إسرائيل صراحةً بأنها “العدو”. هذا التصريح أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التحول في الخطاب الرسمي المصري، والذي تزامن مع تصاعد الضغوط الإقليمية وأجواء التوتر السائدة في المنطقة. ويعتبر الكثير من الدبلوماسيين أن هذه التصريحات تعكس تحولًا في العلاقات الإقليمية، مما يتطلب فهم السياق الذي أدّى إلى هذه المواقف الجديدة وتأثيرها الكبير على العلاقات المصرية الإسرائيلية.
تغيرات استراتيجية في العلاقات الإقليمية
خلال القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الدوحة، أصبحت كلمة السيسي محورًا رئيسيًا للتحاليل من قبل الخبراء والمراقبين. تركزت التصريحات حول الوضع في غزة وما يتبع ذلك من تأثيرات على الأمن القومي المصري. كان السيسي قد لفت انتباه الحضور عندما استخدم تعبير “العدو” في إشارة إلى إسرائيل، وهو أمر غير مسبوق منذ توقيع اتفاق سلام كامب ديفيد عام 1979. فكما أشار السفير حسين هريدي، فإن تصريحات السيسي تعكس مشاعر الشارع المصري المعارض للسياسات الإسرائيلية، خاصةً في ظل الصراعات القريبة جغرافياً التي تهدد الأمن القومي.
ويؤكد المحللون أن إسرائيل ستظل تعكس صورة العدو بالنسبة لمصر على الرغم من وجود معاهدات للسلام، مما يطرح تساؤلات حول مدى فعالية تلك المعاهدات. وقد اعتبر هريدي أن ما حدث في السنوات الأخيرة لا يمكن تصنيفه كسلام حقيقي، وأن الواقع التاريخي يبرز أن إسرائيل تظل عدوًا مهما كانت الظروف.
استراتيجيات جديدة في التعامل مع إسرائيل
وقد شدد السفير رؤوف سعد على أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تتسم بخصوصية لا تتوافر في علاقات إسرائيل بدول أخرى. وأكد أن وصف السيسي لإسرائيل بـ”العدو” يعتبر علامة واضحة على تزايد الإحباط في القاهرة، مشددًا على ضرورة تبني سياسات ردع أكثر فاعلية. ولتوجيه رسائل واضحة إلى كل من إسرائيل والولايات المتحدة، قد يكون من الضروري النفاذ إلى استراتيجيات مثل تعليق اتفاقيات التطبيع، التي من شأنها التأكيد على جدية الموقف المصري.
خلاصة
يمثل خطاب السيسي في الدوحة تحولًا جوهريًا في الخطاب الرسمي المصري، حيث انتقل من نهج التهدئة إلى تحذير صارم. على الرغم من أن الدبلوماسيين يرون أن مصر لن تدخل في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، إلا أن الرسائل كانت واضحة بخصوص سلوك إسرائيل المزعزع. يتطلب الأمر فهم الأبعاد السياسية والدبلوماسية لتأثير هذه التصريحات على مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية، وإعادة تحديد الاستراتيجيات المتبعة للتعامل مع الوضع الراهن.