حكومة الأمل: ما هي التطلعات المشتركة مع السعودية؟
ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟ زيارة رئيس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، للمملكة ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل تمثل اختباراً لجدية حكومة الأمل في إعادة بناء العلاقة مع الرياض على أسس الشراكة الاستراتيجية.
حكومة الأمل وعلاقتها بالسعودية
تعلم السعودية تماماً ما تريده، بينما يظل التحدي الأكبر أمام الحكومة السودانية، التي تبدو مترددة في اتخاذ موقف واضح. لذلك، يعتمد نجاح الزيارة على قدرة الوفد الوزاري على تقديم مشاريع محددة وجادة للسعوديين، خاصة في مجالات المعادن والطاقة كركيزة للتنمية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تمويل مشاريع زراعية تعود بالنفع على الدولتين وتحقق الأمن الغذائي للمنطقة بأسرها. كما يجب العمل على إعادة استثمارات السعودية، خاصة استثمارات القطاع الخاص مثل شركتي الراجحي وزبيدة التي تعرضت لحملات عرقلت دورها. وهنا يتوجب على الدكتور كامل إدريس توضيح سؤال يؤرق الجميع: من أوقف صادرات الذهب إلى السعودية؟ ولمصلحة من؟ بالرغم من اكتمال الإجراءات المالية عبر بنك الجزيرة السعودي قبل أن تُلغى في اللحظة الأخيرة بفعل لوبيات معادية لا تزال تعمل على عرقلة المصالح الوطنية.
التعاون بين السودان والسعودية
يمكن للوفد الوزاري أن يطلب وديعة مالية سعودية وأن يسعى للقاء رجال الأعمال والشركات السعودية لتقديم ضمانات حقيقية تحمي مناخ الاستثمار في السودان. من المهم إقناع الإخوة في الجانب الآخر من ساحل البحر الأحمر بأن الحكومة جادة في الوفاء بوعودها وتتمتع بثقة الشارع السوداني، مما يمكّن من فتح صفحة جديدة في مسيرة التعاون بين البلدين. والأهم من ذلك، يتعين على الحكومة اتخاذ نهج قانوني ينهي تنازع الصلاحيات ويعالج فوضى مراكز القوى والفساد داخل مؤسسات الدولة، وأن تكون لرئيس الوزراء المدني الكلمة الفصل، مع عدم التهاون في الملف الاقتصادي الذي يمثل الثغرة التي يستغلها التمرد بعد فشله عسكرياً. عزمي عبد الرازق