الإفتاء تُنبه: احذروا أنواع الكذب التي يجهلها الكثيرون
الكذب وأثره في الأخلاق
في عالمنا اليوم، يتجاهل الكثيرون عواقب الكذب وأشكاله المتعددة. فالكذب يمكن أن يأخذ أشكالاً متنوعة، بدءًا من إظهار الشخص بمظهر المؤمن التقي بينما هو في الواقع من أهل الشر، إلى كذب التجار الذين يقومون بتضليل الآخرين لترويج سلعهم. فمثل هؤلاء يعتبرون كاذبين، إذ ينقلون معلومات غير صحيحة بغرض تحقيق مصالح شخصية.
الافتراء وتأثيره على المجتمع
إن لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية قد أكدت على هذه النقطة، مشيرةً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ثَلاثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ” ومن بينهم من يكثر من الكذب لترويج سلعته. كما أضافت اللجنة أن هناك تهاونًا واضحًا في المجتمعات حول الكذب المفاجئ الذي قد يُستخدم لخلق جو من الفكاهة أو السخرية، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من هذا بقوله: “لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ الْإِيمَانَ كُلَّهُ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحَةِ”، معززا بذلك أهمية الصدق في التعبير.
وهناك مشكلة كبيرة أخرى تتمثل في الكذب على الأطفال، الأمر الذي يشكل سلوكًا يتسم بالسلبية وسيؤدي إلى آثار وخيمة على تربيتهم. فمثل هذا الفعل يمكن أن يزرع في نفوسهم عدم الثقة والارتباك في المفاهيم الأخلاقية. لذا، يجب على الآباء أن يكونوا على وعي بالتأثيرات السلبية لهذا السلوك.
وأوضحت اللجنة أن الكذب هو من الأخلاق المنبوذة، إذ إن الشخص الذي يكذب يتحدث عما هو غير حقيقي، مما يتناقض مع الواقع الذي خلقه الله. لذا، يعتبر الكذب من علامات النفاق، كما ذكر الله تعالى في كتابه الكريم: “وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ”. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا صفات المنافقين، مثل الكذب في الحديث وعدم الوفاء بالوعود، وهو ما يجب تجنبه.
من المهم أن يدرك الناس أهمية الصدق في التعاملات اليومية، إذ أن الصدق يعكس أخلاق الإنسان ويميزه في مجتمعه.