هل تفتح الرياض أبواب النووي الباكستاني؟

اتفاقية التعاون الدفاعي بين السعودية وباكستان

تعكس اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك التي وقعتها المملكة العربية السعودية وباكستان مؤخرًا وعي البلدين بالمخاطر المتزايدة التي تهدد المنطقة. تشير الاتفاقية إلى إمكانية استخدام الترسانة النووية الباكستانية لدعم الرياض في حال تعرضها لتهديدات أو عدوان، كما يوضح المحلل السياسي السعودي منيف عماش الحربي. يعكس العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة حجم التوترات في المنطقة، مؤكداً أن الوضع أصبح أكثر خطورة منذ عام 1948، بعد تراجع السيطرة الأمريكية على تل أبيب.

تعاون عسكري مشترك

تسعى السعودية وباكستان من خلال هذه الاتفاقية إلى تعزيز أمنهما وتحقيق السلام في المنطقة، مع التركيز على تطوير أساليب التعاون الدفاعي وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء. تعتبر هذه الاتفاقية شبيهة بتأسيس حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث يُعتبر أي اعتداء على أحد البلدين اعتداءً على الآخر. وبناءً على ذلك، ستُتاح كافة وسائل الردع الدفاعية الموجودة لدى كل طرف حال تعرضه لعدوان خارجي، بما في ذلك الأسلحة النووية.

ومن المتوقع أن يمتد نطاق هذا التعاون ليشمل أمن الدول الخليجية والعربية الأخرى، خاصةً إذا تقاعس المجتمع الدولي أو عجزت القوى الإقليمية عن التعامل مع أي تهديد. يؤكد الحربي أن السعودية لا تسعى لتحل محل الشريك الاستراتيجي التقليدي (الولايات المتحدة) بشريك آخر، بل تهدف إلى توسيع شراكاتها وتعميق التعاون مع عدة دول مثل الصين ونيودلهي، حيث تمتلك المملكة تاريخًا في التعاون العسكري مع الدول الكبرى.

كذلك، يرى المحلل الباكستاني محمد علي أن الاتفاق يمثل خطوة تاريخية مهمة تتماشى مع تصاعد انعدام الأمان والاستقرار في الشرق. ويُظهر ذلك الرغبة المتزايدة في تعزيز الأمن العسكري، خاصةً بعد التجارب السابقة مع العدوان الهندي. وتعتبر إسلام آباد من خلال هذه الاتفاقية مركزًا لشبكة أمنية لمواجهة التحديات الإقليمية، مما ينبه الدول الأخرى في المنطقة إلى أهمية تعزيز دفاعاتها.

لقد وصف المحللون هذا الاتفاق بأنه تطور طبيعي لعلاقات دفاعية عميقة بين السعودية وباكستان، حيث يُعتبر خطوة نحو مستوى جديد من التعاون. ويعكس هذا التعاون كذلك استعداد دول الخليج لإدارة أمنها الإقليمي ذاتيًا، بعيدًا عن الاعتماد على قوة واحدة. وقد أُعلن عن توقيع الاتفاق بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، والذي ينص على أن أي اعتداء على أي من البلدين سيكون اعتداءً على الآخر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *