الحوت المُمَطَّق - مصدرنا الإخبارى

ميديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحوت المُمَطَّق - مصدرنا الإخبارى, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 12:30 صباحاً

مصدرنا الإخبارى - قبل الثلج والثلاجات الحافظة للحوت (السمك)، كان الصيادون يستخدمون الملح الصخري لحفظ الحوت من العفن، وهذه الطريقة تناقلها الصيادون -عبر التاريخ- من مكان إلى آخر!

في جازان، ما زالت طريقة حفظ الحوت بالملح حاضرة حتى الآن وتستخدم لحفظ «الحوت الممطق» حيث يبدأ بشق بطن الحوتة، وتنظيفه، وبرأس السكين تشرح بطن الحوتة الداخلي، ثم ينثر عليها الملح الصخري، وتحفظ في زنابيل السعف، لمدة يوم، أو يومين، أو ثلاثة أيام -حسب رغبة صاحب الحوت- ثم يباع في الأسواق!

ميزة هذا الحوت طراوته وملوحته القليلة، وغالباً ما يكون هذا الحوت من نوعية «الضيرك» في منطقة جازان. وهذا السمك يكون منه الحنيذ في التنانير، والمطبوخ بالسليط والسمن البلدي، وأكثر ما يحضر الحوت المملح مع أكلة «المرسة» في العيدين!

إذا جئنا للفعل مَطَقَ يتمطق: جاء في القاموس المحيط: التمطق التذوق والتصويت باللسان.

أما الباحث علي الشوك فيعيد الفعل «مطق» إلى اللغات السامية «يبدو أن صوت اللفظة (م ط ق) (م ت ق) هو ما استقرت عليه الكلمة الدالة على المذاق الحلو عند أجدادنا الساميين....، وبالعربية مطق الطعام تذوقه، صوت باللسان والغار الأعلى وذلك عند استطابة الشيء والمطقة: الحلاوة 1»، ثم يفصل علي الشوك في معنى «مطق» في اللغات السامية فيذكر: «في اللغة العبرية تعني كلمة (مثق): صار حلواً، و(م ط ق) الأوغاريتية (الكنعانية) تعني حلو، و(متقو) الأكدية حلو، و(متقو): حلاوة، ومتوق الحبشية: حلو 2».

فهل الفعل «مطق» يدل - فقط - على ما طعمه حلو؟

يقول الشاعر الأعشى عن الخمرة:

تُريكَ القذى من دونِها وهي دونُه

إذا ذاقها من ذاقها يَتَمَطَّقُ

كلام الأعشى يتوافق مع ما قاله الباحث علي الشوك «المطقة الحلاوة» فالخمرة -حسب قول الأعشى- طعمها حلو!

كما يبدو الفعل «مطق» عند علي الشوك، والشاعر الأعشى مختصاً بالمشروبات الحلوة، في الوقت الذي ارتبط الفعل «مطق» في جازان -وربما في مناطق أخرى- بالأكل المالح، ومنه «حوت ممطق»، فكيف نفسر هذا التعارض في معنى الفعل «مطق» ؟

ما أعرفه أن اللغات الحية تتعدد معاني كلماتها عبر الزمن، فإذا كان علي الشوك حدد الفعل «مطق» بالحلو في اللغات السامية، ومنها اللغة العربية، وأكد ذلك بيت الأعشى الشعري في عصر ما قبل الإسلام، فالزمن وتعدد أنماط حياة الناس وثقافتهم، تخلق معاني جديدة للكلمات، لذلك لا غرابة أن يكون الفعل «مطق» في زمن ومكان معناه «الحلاوة» وفي زمن ومكان آخر معناه «الملوحة»، لكن كيف ومتى حصل هذا التغيير على المعنى؟ هذا ما لا أعرفه!

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الحوت المُمَطَّق - مصدرنا الإخبارى, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 12:30 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق