مصدرنا الإخبارى - السعودية - 

من فكرة سعودية، أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2023، إلى بطولة عالمية جمعت الملايين على أرض العاصمة الرياض. هكذا تحولت كأس العالم للرياضات الإلكترونية من حلم إلى واقع أضاء سماء المملكة في عامين متتاليين، وأعاد رسم خريطة صناعة الألعاب على مستوى العالم.

الأرقام الرسمية الصادرة في الساعات الأخيرة أكّدت حجم الرؤية الاستراتيجية والدعم المتواصل الذي يحظى به هذا القطاع الواعد، ووضعت المملكة في طليعة الدول المستثمرة في صناعة المستقبل بقطاع قادر على توليد عشرات الآلاف من الوظائف، وجذب استثمارات عالمية بمليارات الريالات، وصولاً إلى تحقيق أهداف رؤية 2030.

قطاع عالميّ مستدام
هذا الاهتمام الكبير من ولي العهد بالألعاب والرياضات الإلكترونية يأتي امتداداً لحزمة متكاملة من التشريعات والأنظمة، تقودها الاستراتيجية الوطنية لهذا القطاع، التي أطلقها عام 2022 بهدف بناء قطاع تنافسيّ عالميّ مستدام.

تعدّ هذه الاستراتيجية ركيزة أساسية لتوفير 39 ألف وظيفة، والمساهمة بما يصل إلى 50 مليار ريال (13 مليار دولار أميركي)، أي ما يساوي تقريباً 1 في المئة من الدخل بحلول عام 2030، إضافة إلى دعم تأسيس الشركات الناشئة واستقطاب الاستثمارات العالمية في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية.

وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسّسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية رالف رايشرت أن المملكة تمكّنت من بناء تجربة عالمية فريدة من نوعها، جمعت ما بين تنوّع الألعاب وقوة المنافسات وجاذبية التجارب الترفيهيّة، إضافة إلى حضور جماهيريّ عالميّ، ومتابعة واسعة عبر المنصّات الإلكترونية.

الأمير فيصل بن بندر. (وكالات)

بين الأمس واليوم
أظهرت الأرقامُ النموَ الكبيرَ، الذي شهدته السعودية في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، مقارنة بالنسخة الماضية؛ وهو ما أكده رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، قائلاً: "22 بطولة أقيمت في العام الماضي مقابل 25 هذا العام. وشارك 1500 لاعب، العام الماضي، مقابل 2000 لاعب هذا العام. وارتفع عدد الدول المشاركة من 80 إلى 100".

تابع في حديث مع "النهار" في الرياض: "حصل نمو كبير. ولكن هذه الأرقام بالنسبة إليّ تبقى مجرّد أرقام. أمّا ما تغيّر فهو الإحساس، وراحة اللاعبين".

أضاف: " مشروعنا لم يكن موجّهاً إلى الأندية واللاعبين فقط، بل صُمّم ليجذب الجماهير، انسجاماً مع رؤية السعودية. وهنا أريد التأكيد على أننا حين نتحدّث عن المملكة، فنحن نتحدّث عن المنطقة كلّها".

وأبدى الأمير فيصل ارتياحه للإقبال الكبير على مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025، والذي حضره أكثر من 100 شركة من أكبر شركات العالم في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية".

الأمير فيصل بن بندر. (وكالات)

استطرد: "هذه البداية فقط. وقريباً سننظّم كأس العالم للمنتخبات في الرياضات الإلكترونية. هدفنا دائماً أن نظهر الصورة الجميلة ليس للمجتمع السعودي فحسب، بل للمجتمع العربي أيضاً، ونظهر للعالم ما يمكن أن نقدّمه في منطقتنا".

واحتضنت منطقة "بوليفارد رياض سيتي" على مدار شهر ونصف الشهر أكثر من 3 ملايين زائر، وتابع المنافسات عبر المنصات الرقمية أكثر من 750 مليون مشاهد حول العالم، بمعدل إجمالي للمشاهدة تجاوز الـ 350 مليون ساعة. 

وشهدت الفعاليات المصاحبة تنظيم أكثر من 1500 فعالية مجتمعية وثقافية وترفيهية، أثرت التجربة، وأضفت على الحدث طابعاً إنسانياً وتفاعلياً.

الجماهير شريك أساسي
اعتبر الرئيس التنفيذي للرياضات الإلكترونية في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية فيصل بن حمران أن "المؤسسة في كل عام تعمل مع الجماهير وتستمع للدروس المستفادة، سواء من الجمهور الحاضر في الرياض أو عن طريق المشاهدة الرقمية".

وأضاف في حديث مع "النهار" في الرياض: "الجماهير شريكنا في النجاح، نصغي إليها ونطور باستمرار لضمان تقديم أفضل تجربة ممكنة".

فيصل بن حمران. (وكالات)

تابع: "الجيل القادم هو جيل شاب، وشغفه بالألعاب والرياضات الإلكترونية يمنحنا فرصة للوصول إلى شريحة أوسع، وبوتيرة أسرع من الرياضات التقليدية، وهو اهتمام يشكّل قيمة حقيقية يجب استثمارها والبناء عليها".

أنجزت السعودية المهمة "المونديالية" للعام الثاني على التوالي، والآن بدأت تستعدّ للاستحقاق المقبل، الذي سيكون أكثر جذباً: الكلّ سيرتدي قميص الوطن.

مبيعات التذاكر ارتفعت 53%
متوسط الطلب على المحتوى ارتفع 40%
المبيعات الدولية زادت 64%
بث المنافسات بـ35 لغة