نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ألا تستحق روسيا أيضاً ضمانات أمنية؟ - مصدرنا الإخبارى, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 07:05 صباحاً
مصدرنا الإخبارى - رأى الأستاذ الجامعي والزميل البارز في "معهد السلام والديبلوماسية" نيكولاي بيترو أن روسيا بحاجة إلى ضمانات أمنية، كما هي حال أوكرانيا. تستند فكرة بيترو التي عرضها في موقع "فن الحكم المسؤول" إلى أن توسع الناتو، من دون ضم روسيا التي طالبت بنيل عضويته أربع مرات، شكّل "تهديداً" لها. يكمن الحل بحسب رأيه في هندسة أمنية عبر-أوروبية تشمل أوكرانيا وروسيا معاً.
عن المعضلة والرفض
تطرح مطالبة روسيا بالانضمام إلى الناتو معضلة معيّنة، إذ تنفي عنه صفة "العدوانية" التي نسبها الروس إليه. ومع افتراض أن روسيا طالبت بالعضوية لتحمي نفسها من الحلف، ثمة سؤال يمكن أن يثار عما إذا كانت نوايا روسيا في هذا الإطار دفاعية بحتة. ماذا لو كان المطلب بالعضوية مناورة من موسكو لتجعل هجومها المستقبلي على أوكرانيا مجرد حرب داخلية بين عضوين أطلسيين؟ سيصعّب ذلك على القيادة الأميركية الدفاع عن طرف من دون مهاجمة طرف آخر، مما يخلخل صلابة الحلف.
من جهة أخرى، لم يبدُ رفض أميركا لانضمام روسيا إلى الناتو رفضاً في الجوهر، أقله بحسب الرواية الغربية. سنة 2021، قال القائد الأسبق للحلف (1999-2003) جورج روبرتسون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سأله سنة 2000: "متى ستوجهون دعوة إلينا كي ننضم إلى الناتو؟"
أجاب روبرتسون: "لا ندعو الناس إلى الانضمام للناتو، هم يتقدمون بطلب الانضمام إلى الناتو".
رد بوتين: "حسناً، نحن لا نقف في الصف مع العديد من الدول التي لا تهم".
إذا كان ما نقله روبرتسون صحيحاً فالرد الروسي معبّر لسببين بالحد الأدنى: "الدول التي لا تهم" هي عبارة تنقل ازدراءً روسياً واضحاً لدول أوروبا الشرقية مما يعزز مخاوفها من طريقة تعاطي موسكو المستقبلي معها. وينقل الجواب رغبة روسية بتلقي معاملة تفضيلية تطيح المساواة في قواعد الانتساب، وبالتالي جاذبية الانضمام إليه.
لبوتين رواية مختلفة قليلاً ذكرها سنة 2017 أمام المخرج أوليفر ستون. روى بوتين كيف قال أمام ضيفه الرئيس بيل كلينتون سنة 2000: "فلنفكر في خيار أن روسيا قد تنضم إلى الناتو". رد كلينتون: "لِمَ لا؟". لكن الوفد الأميركي المرافق "توتر كثيراً"، بحسب الرئيس الروسي.
هل تحتاج فعلاً إلى الضمانات؟
حاول الغرب طمأنة موسكو عبر تأسيس مجلس الناتو-روسيا للحوار والتعاون سنة 1997. لكن تم تعليق العمل به بعد ضم القرم سنة 2014 وانتهى عملياً بعد غزو 2022. وعلى أي حال، لم يكن انضمام موسكو إلى الحلف ليمثل دعامة إضافية كبيرة لأمنها. ففي جعبة روسيا الضمانة العظمى: أكبر ترسانة نووية حول العالم.
الرئيسان كلينتون وبوتين (أب - 2000)
كذلك، إن الهندسة الأمنية العابرة لأوروبا ليست جديدة. اقترحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي آمن بأوروبا "تمتد من ليشبونة إلى فلاديفوستوك". انتهى الأمر بماكرون وهو يقوم بجولات مكوكية لتفادي الحرب، وهي جولات لم تخلُ من الإهانة (قمة الطاولة الشهيرة).
لا يوصد كل ذلك باب التفكير بتأسيس علاقة جديدة بين الغرب وروسيا. فالأخيرة قريبة من تحول جيلي في قيادتها المستقبلية. لا يعني ذلك بالضرورة أن الجيل المقبل سيكون أقل تشدداً في نظرته الأمنية إلى أوروبا، لكن محاولة تأسيس علاقة جديدة مع روسيا تستحق دوماً المحاولة. السؤال هو ما إذا كانت واشنطن اليوم مستعدة لتخطيط بعيد المدى كهذا، أو مهتمة فقط بالصور والعناوين البراقة. للمفارقة، الاحتمال الأخير هو ما يقلق أوروبا أكثر مما يقلق روسيا.
0 تعليق