الطيور الطيور... أَجنحةُ الجمال (1 من 3) - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطيور الطيور... أَجنحةُ الجمال (1 من 3) - مصدرنا الإخبارى, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 10:55 صباحاً

مصدرنا الإخبارى - منذ فجر الفنون كانت الطبيعةُ مُلهمةَ المبْدعين، شعراء وكتابًا ورسامين ونحاتين ومصوِّرين فوتوغرافيين وموسيقيين وسواهم، شغَلَتْهُم تلك الـمُلهمة بنقْلها من حيثُ هي إِلى حيثُ إِبداعهُم يستحضرها بالحلَّة الأَجمل. من تلك الروائع في الطبيعة: الطيورُ على مختلف أَصنافها وأَنواعها وأَماكنها وجمال أَشكالها الناطقة بزوغة أَلوان بهيجة رائعة أَخَّاذة.
لهذه الطيور تَكَرَّسَ المصوِّر الفوتوغرافي يواكيم سبيمر Joaquin Spamer، فحمَل عدسات كاميراه، ودار بها على عشرات الأَماكن، وعلى مساحات واسعة من صدر الفضاء، يلتقطُ أَجملَ ما يُمكِن أَن تراه العين من تلك الطيور الحاملةِ في أَجنحتها أَصداءَ الجمال. 
هنا نبذة عن صُوَر تلك الطيور، وما إِليها في عدسة سبيمر.

عاشق الطيور
طويلًا اندهش الناس بالطيور، أَناقتها، أَلوانها، طيرانها الحر وسْع الفضاء. غير أَنَّ المصور الفوتوغرافي يواكيم سبيمر يجد فيها أَكثر من نَوع أَو صنف. إِنها بالنسبة إِليه رموزُ حياةٍ وحريةٍ وجمال. لذا كرَّسَ سنواتٍ في حياته يوثِّق بكاميراه هذه الكائنات المجنَّحة الجميلة في حيثما تعيش وتتنقَّل، فجمَع منها مئات الصور الدالَّة على هشاشة جسمها وجمال كيانها في آن. وهو دومًا يرى في شعاره: "إِنْ كنتَ فعلًا تحبُّ الطبيعة، سترى الطبيعة في كل مكان"، دليلَه في جولاته الفوتوغرافية، وفي كل لقطة لأَيِّ طير جميل في مجموعته.

 

عُرْفٌ أَحمر في النظرة إِلى العلاء

 

معظمُ الصور في مجموعاته لطيور برية ذات أَنواع كثيرة في أَماكنها المتنوعة، وفي محيطها الطبيعي الخاص، منها الصغيرةُ الأَجسام، الضئيلةُ الحجم، المتحوِّلة تحت أَشعة الشمس، إلى تلك الأَجسام الأَكبر الباسطة أَجنحتها ترفرف بها في تنقُّلها المطْمَئِنّ. لذا لا تظهر في صوره أَشكالها الجسدية فقط، بل شخصيتها ومزاجها وربما... روحها في الطيران. 

الطير جسدٌ و... رُوح
ما يلفت في صُوَر سبيمر، أَكثر من جمال الطيور، إِبرازُهُ أَهمية الحفاظ على هذه الكائنات بتأْمين أَنظمةٍ بيئيةٍ تَحفظ تلك الأَنواع، وخصوصًا النادرة منها. ولقطاتُه المكبَّرة لتلك الطيور تُظهر جمال الأَلوان وتفاصيلَ الأَجسام، ما يَجذب الاندهاش والإِعجاب.

 

ينحدر نَظَرُهُ لكنَّ فكرَه إِلى فوق

ينحدر نَظَرُهُ لكنَّ فكرَه إِلى فوق

 

وأَكثر: تُحَوِّل عدستُه تلك الطيور من مجرَّد كائناتٍ تَطير، إِلى قصص بصرية بهيجة، فتُصبح كلُّ صورة جسرًا بين قارئ الصورة والطبيعة، ما ينبِّهُهُ إِلى احترام الطيور ومحيطها البيئي الخاص. لذا يتفنَّن سبيمر في زاوية الْتقاط الصورة بشكل مدروس، غير عفوي ولا تلْقائي، بمعنى أَن التقاطَ الصورة في لحظةٍ مناسبةٍ معينةٍ مهمٌّ جدًّا في ما توحيه لاحقًا. فقد ينتظر سبيمر دقائق طويلة مضنية مطاطة حتى يضغَط على زر كاميراه في جُزءٍ من ثانيةٍ يكون فيها الطير في وقْفة معينة أَو زاوية أَو حالة أَو شكل. ومن هنا براعةُ سبيمر في تقْنيته الفنية العالية، كما في حبِّه الكبير عالَم الطبيعة الغنيّ. فأَعماله ليست مجرَّد صُوَر عصافير بل هي ترجمةٌ لجمال الطبيعة، بل لجمالات الحياة من خلال تلك الكائنات المجنَّحة الجميلة.

 

بياضٌ جميلٌ يسْبَح في الفضاء

بياضٌ جميلٌ يسْبَح في الفضاء

 

شغَفُ الحياة من شَغَف تصوير الطيور
في مسيرة يواكيم سبيمر ليس التصوير مهنةً بل شغفٌ قويٌّ بالحياة، نابعٌ من فضول تفتيشي عن جمالات الطبيعة والإِعجاب بها. فصُوَرُه لا تُظهر جمال الطيور الخارجي وحسْب، بل صلةً حواريةً وُثقى يتشارك بها الإِنسان مع عالَم الطبيعة. فكلُّ صورة مدروسة لتُلْهم فكرةً أَو شعورًا أَو لفتةً إِلى لحظات الجمال في منظر عاديّ.

 

زوغةُ أَلوانٍ تزغردُ في جَنَاح

زوغةُ أَلوانٍ تزغردُ في جَنَاح

 

هكذا نجحَ سبيمر في تحويل صورةِ الطير إِلى قطعة فنية حاذقة، تحثُّ الآخرين على التأَنّي في النظرة إِلى الطبيعة حولهم، وإلى تقدير الأَعاجيب اليومية في الطيران والزغردة والتنقُّل من فضاءٍ إِلى فضاء، ومن شجرة إِلى شجرة، ومن واحة إِلى واحة. لهذا يرى النقاد أَن عمل سبيمر، بانصرافه كليًّا إِلى تصوير الطيور دون سواها، يُعتَبَر إِرثًا نادرًا في عالَم التصوير الفوتوغرافي، كما في تكريم سِحر الطبيعة، والإِعجاب بجمالاتها التي قد لا تراها العين غالبًا، فتراها لاحقًا في صورة فوتوغرافية إِبداعية.

في المقال المقبل جزءٌ ثان من روائع الطيور في الطبيعة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق